الليلة البيضاء في باريس
ليلة بلا نوم، يقضيها سكان باريس وما حولها متنقلين بين المؤسسات الثقافية من دور سينما ومتاحف ومسارح وصالات للفن التشكيلي. تتضاعف أضواء عاصمة الرومانسية خلالها، وتزدحم الشوارع والساحات والأنهار بالأعمال والمجسمات الفنية الضخمة، مما يجعل المدينة بكل معالمها وفضاءاتها مسرحاً كبيراً مفتوحاً أمام كل الزوار.
تاريخ الليلة البيضاء
عام 2002 أطلقت بلدية باريس بقرار من العمدة آنذاك برتراند ديلانو، مبادرة ثقافية لليلة واحدة، من أجل إعادة ربط السكان بثقافتهم ومدينتهم من خلال الفن المعاصر. وفي الحقيقة فإن المبادرة كانت مستوحاة في فكرتها من "ليلة الفن" التي تنظمها العاصمة الفنلندية هلسنكي منذ عام 1989، غير أن الفرنسيين طوروا الفكرة لتصبح أكثر عالمية.
النسخة الأولى من الليلة البيضاء
نظمت الفعالية الباريسية في نسختها الأولى السبت الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) من الساعة السابعة مساءً واستمرت حتى السادسة صباحاً. توافد إلى العاصمة في تلك الليلة نحو نصف مليون زائر، من الباريسيين وسكان منطقة باريس الكبرى والسياح، ومن البلديات المجاورة، استكشفوا جميعهم الأعمال الفنية المعروضة في الهواء الطلق وعلى ضفاف نهر السين وحتى العائمة فوق مياه النهر، وتنوعت الأعمال بين العروض الأدائية المسرحية والرقص وعروض الفيديو والقراءات القصصية والشعرية.
الانفتاح مقابل العزلة
يعود أصل المصطلح "ليلة بيضاء" إلى تاريخ الـ30 من أكتوبر من عام 1771، عندما استخدم في الأدب في رسالة كتبتها الماركيزة دو ديفان إلى الكاتب السياسي الإنجليزي هوراس والبول، تصف فيها أنها قضت ليلة لم تنم فيها مطلقاً، واستخدمت وقتها تعبير "ليلة بيضاء" لتصف حالها.
الليلة البيضاء في لغة الأرقام
منذ عام 2002 وحتى اليوم شارك في فعاليات "النوي بلانش" نحو 4 آلاف فنان فرنسي ودولي. وبعدما استقطبت النسخة الأولى من الحدث أكثر من 500 ألف زائر، وصل عدد الزوار في الأعوام الأخيرة إلى نحو مليوني زائر في كل دورة، وسجلت في نسخة عام 2011 عدداً قياسياً باستقطاب 2.5 مليون زائر.
ليلة عام 2025
نزولاً عند رغبة الباريسيين وسكان المدينة بأن يصبح تنظيم الحدث في يونيو (حزيران) بدلاً من أكتوبر ـ نظراً إلى ظروف الطقس ـ ستقام النسخة الـ24 من "الليلة البيضاء" هذا العام، اليوم السبت ابتداءً من الساعة السادسة مساءً وستستمر حتى الساعات الأولى من يوم غد الأحد. تشرف على تنظيمها الممثلة وكاتبة السيناريو والمخرجة فاليري دونزيلي التي ترغب بتسليط الضوء على الشعر والفن السابع من خلال 200 فعالية، لتحول العاصمة إلى صالة عرض ضخمة تجمع بين الفن المعاصر والتجارب الحسية.

