التحليل الاستراتيجي لتصعيد العلاقات بين إيران وإسرائيل
الخبرة الإيرانية في كشف المخططات الإسرائيلية
اكد الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي، علي ناصر، أن إيران تمكنت من كشف المخطط الإسرائيلي الرامي إلى جرّ المنطقة نحو حرب استنزاف طويلة، مشيرًا إلى أن طهران باتت تتعامل مع هذا السيناريو بحذر وذكاء استراتيجي.
التحركات الأمريكية والإيرانية
قال ناصر إن "التحركات الأخيرة، وما رافقها من تطورات أبرزها الاجتماع العاجل الذي حضره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وغادره مسرعًا إلى واشنطن، تشير إلى وجود قرار كبير قيد التشكل في مركز القرار الأمريكي، يتعلق إما بالتخلي عن ملف إيران النووي أو المضي نحو تغيير النظام فيها، تحت ضغط مكثف من اللوبي الإسرائيلي وجهات نافذة داخل البيت الأبيض".
استراتيجية إيران في مواجهة الاستنزاف
أضاف أن "القيادة الإيرانية، وفي أثناء توجيه ضرباتها ليلة أمس، تعمدت تقليل استخدام الصواريخ إلى عدد محدود بعكس ما كان عليه الحال في الأيام الأولى من التصعيد"، موضحًا أن "هذا التكتيك يعكس وعيًا عميقًا بطبيعة المرحلة، حيث تسعى إيران إلى ترهيب إسرائيل دون استنزاف مخزونها الصاروخي، استعدادًا لحرب طويلة محتملة تتوقعها القيادة الإيرانية".
الأهداف الإسرائيلية
وأشار ناصر إلى أن "الهدف الإسرائيلي من هذا الاستنزاف هو ضرب البنية التحتية والمنشآت الحيوية الإيرانية، وتكبيدها خسائر اقتصادية، تمهيدًا لفتح الباب أمام تدخل عسكري أمريكي وأوروبي مباشر"، مبينًا أن "إيران، وإدراكًا منها لهذه الخطة، بدأت بتعديل استراتيجيتها الهجومية مؤخرًا، من خلال الاعتماد على الطائرات المسيّرة ذات التكلفة المنخفضة، وتوسيع نطاق العمليات باتجاه مناطق أكثر قابلية للاختراق، مثل الجولان المحتل".
الاستراتيجية الإيرانية في مواجهة الإسرائيلية
وختم بالقول: "في المقابل، تحافظ طهران على استخدام صواريخ عالية الدقة فقط لضرب الأهداف الحيوية، وذلك لضمان بقاء فعالية الردع، وتحقيق تأثير عسكري ونفسي مدروس يحقق أهدافه دون الانجرار إلى فخ الاستنزاف الكامل الذي تحاول تل أبيب فرضه".