الذكرى الثالثة لاستفتاء كردستان: خطوة نحو الانفصال أو عودة إلى الوراء
في الذكرى الثالثة له، سيظل حدث استفتاء إقليم كردستان واحداً من أبرز الأحداث التي ستسجل في التاريخ العراقي الحديث، والذي كاد أن يؤدي لانفصال الكرد بشكل نهائي عن البلد. وما زالت ذكرى الاستفتاء عالقة في نفوس الشعب العراقي والكرد منهم على وجه الخصوص، فبعضهم يعتبره حدثاً عظيماً وفخراً، والخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الكردي بإقامة دولتهم التي ينشدون لها.
رؤية الاتحاد الوطني الكردستاني
يرى عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، هاوكار الجاف، أن من يخطو خطوة ويصر عليها عليه يجب أن يحسب حساباته ويكون جاهزاً لكل الاحتمالات. الجاف وخلال حديثه، قال إنه "بعد انتهاء الاستفتاء بأقل من 24 ساعة، قال رئيس الإقليم آنذاك مسعود بارزاني، إن هذا الاستفتاء ليس إعلاناً للدولة، انما لاستطلاع رأي المواطنين فقط، وبالتالي هو من قلل من قيمة الاستفتاء".
رؤية الحزب الديمقراطي الكردستاني
وفي المقابل، يرى الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتولي رئاسة حكومة الإقليم، والغريم التقليدي للاتحاد الوطني الكردستاني، أن الاستفتاء الكردي سيبقى ذكرى عظيمة بتاريخ الكرد، على حسب وصف عضو الحزب الديمقراطي، سعيد ممو زيني. ممو زيني وبعد حديث، أكد أن "الاستفتاء هو من حقوق الشعوب، وما قام به الإقليم كان ممارسة ديمقراطية واستطلاعاً لرأي الشعب الكردي بقضية معينة".
ضرورة الاتفاق الدائم
ومع مجيء مختلف رؤساء الوزراء بحكومة بغداد إلى سدة الحكم، إلاّ أن الخلاف بين أربيل وبغداد بقيَ مستمراً إلى حد اللحظة، ولم يكن هناك اتفاق أنهى الخلافات المستمرة بين الحكومتين. وفي الوقت الذي كان العراق يخوض حرباً مع تنظيم داعش، حاولت السلطات في الإقليم الانفصال عن حكومة بغداد، كردٍ على عدم تعامل الأخيرة مع الإقليم وفقاً للدستور، ومحاولة تهميش دور كردستان.
أساس رصين للدولة الكردية بالمستقبل
أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني ما زالوا يرون الدولة الكردية المستقلة، هدفاً لتحقيقه، ويعتزّون بذكرى الاستفتاء، حتى مع عدم نجاح الاستفتاء الذي أجراه زعيم الحزب مسعود بارزاني. وفي السياق، رأى الناشط السياسي الكردي عماد باجلان، أن "الاستفتاء كان الخطوة الأولى والأساس الرصين الذي وضعه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، نحو تحقيق الدولة الكردية في المستقبل".
