لقد عشنا في مناخ سلبيّ أظهرت خلاله جماعات ادّعتْ الوطنية، وشرف البطولة، وأضحتْ تُفرّق، وتُمزّق في نسيج المجتمع ما استطاعتْ إلى ذلك سبيلاً، وحاولتْ حصار نفسيّات الشعب في حيّزٍ، لا يخرج عن حدّ الفاقة من المأْكل، والمشْرب، وتركتْ مسيرة الإعمار، متناسية مع ذلك تاريخ هذا البلد، وجغرافيّته، و قد ساهمتْ أبْواقُها في ضلال، وإذلال أصحاب الحقوق، وانطلقتْ الأكاذيب في وعود غير حقيقيّة لمستقبل، لا يعلم أحد ما حقيقة صورته، بل، أضحت فئات تلك الجماعات تتغلغل في مؤسسات الوطن؛ كي تتمكن منها، وتحاول إسْقاطها بسهولة؛ لذا توصف تلك الفترة العصيبة بالضبابيّة، التي لم يتوفرْ فيها عناصر الأمن، والأمان، والاستقرار، والاطمئنان لمستقبل مشرقٍ آتٍ؛ فالجميع كان يتوجّسُ، ويستشعر مقْرُبة، ودنوّ المخاطر منه، ومن مقدّرات الوطن قاطبةً.
حينما سنَحتْ الفرصةُ بفقد سيطرة جماعات الظَّلام على أركان الدولة العظيمة، وتفلَّتتْ أمور سيْطرتها، حينها غامر الفريق أول عبد الفتاح السيسي بحياته؛ لينقذ السفينة من الغرق، ويغيث شعبًا قد تلَّهف للأمن، والأمان، والسِّلم، والسَّلام؛ ومن ثم فقد حارب الرجلُ بقوة، وعزّة، وثبات، وشرف، سائر المخرّبين، والمغْرضين من جماعات الظَّلام، وصدّ كيدهم، وأطاح بحكمهم، ونال من مآربهم الخبيثة، وبدَّد أحلامهم نحو خلافة، تقضي على ماهيَّة الدولة، وفي خضمَّ تلك الحرب الضَّروس، لم تتوقفْ يدُ البناء لحْظةً؛ فكانت يدًا تحارب، وأخرى تبْني؛ لنرى قيام الدولة، وتعافيها، بفضل الله – تعالى-؛ لتستعيد هيْبتها، ومجْدها، وقدْرها، ومقْدارها بين مصافِّ الدول المتقدمة.
كشفت المواقف أن الشَّعب المصريَّ العظيم يُقدّر ماهيّة الوطن؛ فالولاءُ، والانتماء لم يكن يومًا إلا لتراب غالٍ، ونصرة الدولة بمؤسساتها غايتُها الحفاظ على مقدّرات هذا البلد الأمين؛ لذا فإنه على الرُّغْم من الصعوبات، والتحدَّيات، والأزمات التي عانت منها بلادُنا؛ لكنّ الرئيس السيسي منذ اللحظة الأولى قد اتخذ قرارًا اصْطَّفَ خلفه الجميع، دون استثناء؛ فكان الحصاد أمنًا، وأمانًا، واستقرارًا، وحفاظًا على الدولة المصريّة من الضَّياع، بين براثن، وأنفاق مُظْلمة.
فقه الرئيس السيسي، منذ اللحظة الأولى، التي تولى فيها إدارة شئون البلاد، يتمثل في أن الأوهام، والشعارات، وأضغاث الأحلام، والممارسات، غير المحسوبة لن تبني أوطانًا؛ لكنها تقوّضُ من نهْضتها، وتحدُّ من عزيمتها، وتوّرثُ الأحقاد، والغلَّ، وتقضي على طموحات، وآمال مشروعاتها، وتستبدلها بنكوص، وتراجع، وعوزٍ؛ لذا سارع سيادته في رفع راية العمل، ووجه نحو بذل الجهود المضْنية، وأكد على القضاء على بؤر الفساد، وأسس لتأمين موارد الوطن؛ لتبدأ مرحلة، لا تراجع عنها، ولا عودة إلى الوراء؛ فتلك مرحلةٌ تحمل في طياتها، ومراحلها، وكل خطوة فيها العزَّة، والكرامة، ورسالة العطاء، والتنمية، والنهضة، والازدهار.
رئيس جمهوريتنا الجديدة، لم يحمل برنامجًا، له أهداف محدودة؛ لكنه تبنى رؤية استشرافية طموحة، قد حوت في ثناياها العديد من البرامج التنْموية، التي بدأ تنفيذها بعد تولّيه الحكم بدقائقَ معدودةٍ؛ فأجندات الإعمار كانت واضحة، وملامحها رصدناها منذ أن تم تدْشين مشروعات الدولة القوميّة؛ فلم تتوقف يد البناء، والإعمار حتى الآن، ولن تتوقف بمشيئة الله – تعالى – في عهد هذا الرجل الأمين صاحب الهمة، والعطاء، الذي نسأل المولى – تعالى – أن يمْنحه العمر المديد، والتوفيق؛ من أجل استكمال مسيرة نهضة هذا الوطن، الذي يسكن في قلوبنا جميعًا.
ثقة المصريين في الرئيس غير محدودة، سواءً في مقْدرته على إنجاز المزيد من العطاءات، الكامنة في مشروعات وطنيّة، يحصد ثِمَارها، الجيلُ تلو الآخر، أو في صموده أمام تحدّيات جسامٍ، تستهدف تعطيل مسيرة التنْمية في ربوع بلادنا الغالية، أو في مواجهة الأزمات النَّاجمة عن تفاقم الصراعات بمنطقتنا على وجه الخصوص؛ فالدولة المصريَّة لها تاريخها المجيد، ومواقف مُشرّفة، قد عزَّزها الرئيس بمواقفه النبيلة، وقراراته، التي أيَّدها المصريون، بل، اصطفوا على قلب رجل واحد من أجل تأْييد رئيسهم، وعِزَّة وطنهم، ودفاعاً عن حقوق تاريخية دون مواربة.
إنجازات الرئيس بين الماضي، والحاضر، وطموح المستقبل، نستطيع أن نستنتجها من رجوعنا إلى منظومة النَّسق القيميّ النبيل لمجتمعنا؛ فهذا سِرُّ تماسكنا، ولُحْمتنا، وتكافلنا، واصطفافنا خلف وطننا؛ فالرئيس قد وجَّه بشكل مباشر إلى ضرورة بناء الإنسان بجوار البنيان؛ لتتكامل بنية الدولة البشريَّة، والماديَّة، ويتمسك الجيل تلو الآخر بثوابت، ومعتقدات، وثقافة قد تمخَّضت عن حضارة مُتجذَّرة للمصريين، على مرّ الزَّمان؛ فهذا طريق لا يجب أن نحيدَ عنه؛ لنضمن بصدق أن تتزايد لُحْمتنا، وتماسكنا، ويقوّى نسيجنا، وترابطنا؛ لنحقق سويًّا تنميتنا المستدامة في مجالاتها المختلفة، في عهد الرئيس صاحب العطاء المستدام.. حفظ الله وطننا الغالي، وشعبه العظيم، ومؤسساته الوطنيّة المخلصة، وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدَّهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

