أسعار الطماطم والدولار تحدد مصير المواطن العراقي
تبدأ الصباحات هذه الأيام عند أغلب المواطنين، بالسؤال عن سعر الطماطم والدولار، في علوات الخضار، وبورصات الأموال، فالأولى وعلى غير عادتها بلغ سعرها أكثر من الحد الذي يبقيها في الثلاجة، أما الدولار فتقف عنده تطلعات القادم، كونه مقياس مدى تعاظم الأزمة الاقتصادية عند أصحاب الدخل اليومي الذين يراقبون (الاحمر والأخضر)، وأيديهم على جيبوهم.
الزيارة المليونية رفعت أسعار الطماطم ولسنا مسؤولين عن تخفيضه
يوم الأربعاء الماضي، خرجت وزارة الزراعة بتوضيح بين أسباب ارتفاع أسعار الطماطم، فيما أكدت انخفاض أسعارها خلال أيام، وأكدت أن "ارتفاع أسعار الطماطم في الأيام الماضية كان بسبب زيادة الطلب عليها، نتيجة الزيارة المليونية"، مشيرة إلى أنه "ليس من واجباتها السيطرة على الأسعار بل مراقبة الأسواق".
ردود أفعال المواطنين على تصريحات وزارة الزراعة
مواطنون علقوا على تصريحات وزارة الزراعة بالقول، إن "الزيارة الأربعينية انتهت منذ أكثر من أسبوع، ولا زالت أسعار الطماطم في ارتفاع، ونحن نعتمدها بشكل أساسي في منازلنا، وهذا يعني أنها إذا استمرت على هذه الأسعار، فالتخلي عنها بات ضرورة ملحة، لما يتوقع من استمرار أزمة الرواتب، وما يترتب عليه من انعكاس على الوضع المعاشي خصوصا لأصحاب الدخل اليومي".
توقع انخفاض أسعار الطماطم في الأيام المقبلة
وفي تصريح لوكالة ’’بغداد اليوم’’، السبت (17 تشرين الأول 2020)، قال الناطق باسم الوزارة حميد النايف، إن "الأيام القليلة المقبلة، ستشهد الأسواق في البلاد انخفاضاً ملحوظاً بأسعار الطماطم، نظراً لنزول الإنتاج المحلي من محصول الطماطم من محافظتي كربلاء والنجف، إلى الأسواق".
استيراد الطماطم不会 يحل الأزمة
وعن مطالبات فتح أبواب الاستيراد بعد وصول سعر كيلو الطماطم إلى 2000 دينار عراقي، في بعض المحافظات بين النايف أن "فتح أبواب الاستيراد سينعكس بشكل سلبي على الإنتاج المحلي لمحصول الطماطم، وربما سيؤدي الأمر إلى ضرر أكبر للفلاح العراقي، لذلك نحن بانتظار نزول محاصيلهم للإسهام بدعم المنتوج المحلي، وضمان تسويقه محلياً".
الدولار.. بوصلة الأزمة يعطي للعراقيين حق ’’الخوف من القادم‘‘
وبعد انتهاء حديث أسعار الطماطم، وتأثيرها على أصحاب الدخل المحدود، يجد المتابع للشأن العراقي نفسه أمام بوصلة جديدة تعكس ربما ’’خفايا’’ ما يجري في السياسة الاقتصادية للعراق، في ظل انخفاض أسعار النفط وتوقعات استمرار أزمة جائحة كورونا (كوفيد-19)، لأعوام أخرى، فحديث ارتفاع سعر صرف الدولار أصبح الشغل الشاغل، خصوصاً للعاملين في القطاع الخاص لما يشكله من تأثير كبير على تعاملاتهم التجارية.
تأثير الوضع السياسي على سعر صرف الدولار
يقول الخبير الاقتصادي، ماجد الصوري، متحدثاً لـ(بغداد اليوم)، عن ’’ضجة’’ ارتفاع أسعار الدولار، إن "الوضع السياسي بشكل عام في البلاد، والأزمات الاقتصادية المتوالية، وما شهدته الساحة السياسية مؤخراً من حديث عن الورقة الإصلاحية (البيضاء)، كذلك التصريحات المتبادلة بين مختلف الأطراف السياسية، خصوصاً التصعيدية منها، تؤثر بشكل مباشر على سعر تبادل العملة".
تأثير المضاربين على سعر صرف الدولار
وأضاف الصوري، "كما أن استغلال المضاربين في أسواق العملة، يؤثر أيضاً على سعر تبادل العملة أيضاً".
توقع استقرار سعر صرف الدولار قريباً
وتوقع الخبير الاقتصادي أن "يعود استقرار سعر صرف الدولار، بدءاً من يوم غد الأحد".
أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية
وبلغت أسعار صرف الدولار في الأسواق المحلية، صباح اليوم السبت كالاتي:
- 126.000 للدينار العراقي/ بورصة الكفاح
- أما بقية الأسواق المحلية فجاءت الأسعار:
- سعر البيع في الأسواق المحلية 127.000
- سعر الشراء في الأسواق المحلية 126.000
رأي الخبير الاقتصادي في تخفيض سعر العملة
وعن ما يطرح عن من آراء بخصوص وجود نية حكومية لتخفيض سعر العملة بمقدار 25%، قال الصوري، إن "أنا ضد التخفيض، وسيكون هذا الحل هو الأكرث الماء للاقتصاد العراقي".
ضرورة استنفاد جميع الإمكانيات قبل التخفيض
وتابَع: "يجب أولاً استنفاد جميع الإمكانيات الموجودة"، مبيناً إن "مقترح تخفيض العملة بقيمة 25% يجب أن يقابله تخفيض القدرة الشرائية في السوق بنسبة 40-50%".
مستقبل سعر صرف الدولار
وبشأن مستقبل سعر صرف الدولار بعد توقعات عودة استقراره قريباً، قال الخبير الاقتصادي ماجد الصوري، إن "من المتوقع أن يبلغ قيمة سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، 1500 دينار عراقي للدولار الواحد".
رأي صاحب صيرفة في بغداد
مصطفى الغزي، صاحب صيرفة في بغداد، قال لـ(بغداد اليوم)، إن "سبب ارتفاع سعر الصرف يعود إلى قلة مبيعات البنك المركزي"، مبيناً إنه "وفي الأسبوع الماضي تراوحت مبيعات البنك المركزي من 170 مليون دولار إلى 190 مليون دولار".
تأثير مبيعات البنك المركزي على سعر صرف الدولار
وأضاف الغزي، "في الداخل العراقي يتم بيع 20 مليون دولار من مبلغ المزاد الكلي داخل العراق، أما بقية المبالغ فتباع في الخارج لتعزيز الأرصدة الخارجية".
تأثير بيع مبالغ قليلة من الدولار على سعر صرفه
وبين "في الأسابيع الماضية كانت مبيعات البنك المركزي تتراوح من 200 مليون دولار إلى 240 مليون دولار".
تأثير التصريحات السياسية على سعر صرف الدولار
ولفت إلى أن "بيع مبالغ قليلة من الدولار في العراق، سيهم في تعزيز أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، نظراً لما يتم تداوله من مبالغ نقدية قليلة في الداخل العراقي".
رأي صاحب الصيرفة في أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار
ويرى الغزي، وهو يعمل في مجال بيع العملة منذ سنوات، إن "هناك أسباب أخرى تؤدي إلى ارتفاع سعر الصرف، ضمنها التصريحات السياسية"، مشيراً إلى أن هناك "أخبار تصلنا بشكل يومي عن نية خفض سعر الصرف من قبل البنك المركزي لـ1200، الأمر الذي سيهم في خلق أزمة جديدة بسعر الصرف".