عزوف الشباب عن الانتماء للأحزاب السياسية في ديالى: أسباب وحلول
مقدمة
شهدت السنوات الأخيرة في ديالى ظاهرة عزوف الشباب عن الانتماء للأحزاب السياسية، وتعد هذه الظاهرة مصدر قلق ل许多 الأحزاب التقليدية. هذا العزوف يأتي نتيجة لتغيرات في مسارات العمل السياسي وتوقعات الشباب.
أسباب العزوف
وفقًا للمحلل السياسي محمد السلطاني، هناك أربعة أسباب رئيسية وراء هذا العزوف. أولاً، فقدان الثقة في الأحزاب السياسية نتيجة عدم إيفائها بالوعود، خاصة فيما يتعلق بمشاكل الشباب مثل البطالة والفقر. ثانياً، تحول الأحزاب إلى كانتونات عائلية تمنع بروز القيادات الشابة. ثالثاً، تركيز الأحزاب على من يخدم مصالحها وليس على من يخدم الصالح العام. رابعاً، ارتفاع معدلات العزوف عن النشاط السياسي بسبب ردة الفعل السلبية تجاه المغامرات السياسية وتداعياتها.
نسبة العزوف
يشير باسم علي، ناشط سياسي، إلى أن نسبة العزوف بين الشباب في ديالى قد تصل إلى 95%. يركز علي على أن الأحزاب في ديالى تهتم أساسًا بالملف التعيني، والذي تقلص بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بينما انحسر ملف المبادئ والانتماء الفكري. يضيف أن الأحزاب فقدت مصداقيتها، مما يفسر سعيها لإنشاء أحزاب وتكتلات جديدة وتغيير بعض المرشحين التقليديين بأخريين من الشباب.
آراء الطلاب
يعبر جعفر الشمري، طالب في كلية، عن قلقه من أن الشباب قد ي trởون وقودًا لصراعات الأحزاب السياسية. يرى الشمري أن الأحزاب تحولت إلى بيوت عائلية وعشائرية محددة، وأن أفكارها لم تعد تتوافق مع فكر الشباب المتطلع إلى مزيد من الحرية. يضيف أن الأحزاب تعتمد على الأسس الثابتة في الانتخابات، مثل البعد القومي أو المذهبي أو العشائري، مع استثمار الأموال والقدرات في ملف الخدمات، بينما باتت فكرة القاعدة الفكرية مستحيلة.
آراء الأطراف السياسية
يشير صالح غانم، عضو في حزب ذو توجه إسلامي، إلى أن العديد من الأحزاب فقدت قواعدها الشعبية، لكن هناك أحزاب لا تزال قريبة من الشارع وتحظى بتأييده. يضيف غانم أن الأحزاب التي لم تغير من ستراتيجية عملها فقدت الكثير من قياداتها ومؤيديها، بينما نجحت أحزاب أخرى في التغيير وتقديم قائمة للقيادات الشابة.
خاتمة
يظهر من التحليلات السابقة أن هناك أسبابًا متعددة وراء عزوف الشباب عن الانتماء للأحزاب السياسية في ديالى. من المهم على الأحزاب السياسية أن تدرك هذه الأسباب وتعمل على تجديد نفسها وتلبية احتياجات وتطلعات الشباب، لكي ت戻 إلى الواجهة السياسية وتحافظ على صحة الحياة السياسية في المنطقة.

