المشهد العراقي: ترقب حذر قبل انطلاق تظاهرات 25 تشرين

حالة من الترقب الحذر تسود المشهد العراقي

حالة من الترقب الحذر تسود المشهد العراقي، مع قرب انطلاق الموجة الثانية من تظاهرات 25 تشرين الأول في عامها الثاني، بعدما أطاحت بحكومة رئيس مجلس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، لينتج عنها حكومة مهمتها الأساسية إجراء "الانتخابات المبكرة"، بقانون جديد وفق دوائر مرضية.

الانظار تتجه صوب البرلمان

تتجه الأنظار كلها صوب البرلمان الذي يبدو أنه مشغول بتمرير قانون الانتخابات، وبحث قانون الاقتراض، فضلاً عن الورقة الإصلاحية التي قدمها وزير المالية وتبنتها حكومة الكاظمي.

لا يمثلون رأي الأغلبية

وفي خضم الحديث الجاري، عن نهاية مشاكل قانون الانتخابات والأزمة الفنية والسياسية التي تلاحقه، والتي وبحسب نواب ومراقبين أنها ستتسبب بإجهاض إجراء الانتخابات بموعدها المعلن في السادس من حزيران في العام المقبل، يرى عضو تحالف "سائرون"، رياض المسعودي، أن "على مجلس النواب أن يعقد جلسة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، كونه الممثل الحقيقي للشعب العراقي".

وجهة نظر المسعودي

ويضيف في حديثه، إنه "لا بديل للشعب عن مجلس منتخب يقود العملية السياسية، وعليه أن يعي ذلك". ويشير إلى أن "متظاهري تشرين لا يمثلون كل إرادة الشعب العراقي في قانون الانتخابات، فالكرد ونسبتهم 20% تقريباً يريدون أن يكون العراق دائرة انتخابية واحدة".

وجهات نظر مختلفة

وتابع: "كذلك فإن المكون السني، لديه وجهة نظر مختلفة، فيما تريد الأحزاب الشيعية الحفاظ على مكاسبها الانتخابية من خلال قواعدها الجماهيرية". ويستطرد المسعودي بالقول، إن "بعض القوى السياسية مستعدة للتضحية بالدماء في سبيل البقاء في العملية السياسية، بعدما عانوا من سنين طويلة من الإقصاء والتضحية من أجلها".

تساؤلات حول التغيير

وتساءل بالقول "وبهذه الحالة، هل تكون عملية التغيير الجوهري هي عملية انقلاب؟ على طريق التغيير الثوري أم السياسي الديمقراطي الذي يستند إلى صندوق الانتخابات؟". ونبه إلى أن "المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة، تعني إحداث تغيير أكبر من الذي سبقه في الانتخابات الماضية، حيث بلغت نسبة التغيير حوالي 70%"، وفقاً لكلامه.

لا مخاوف من اقتحام الخضراء

مع قرب انطلاق ثورة 25 تشرين من جديد خلال الأيام المقبلة، ارتفعت حدة المخاوف من اقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، مقر الحكومة والبرلمان، وبعض البعثات الدبلوماسية، حيث استبعد القيادي بتحالف الفتح غضنفر البطيخ، حدوث هذا الاقتحام بسبب ضعف زخم التظاهرات.

وجهة نظر البطيخ

وقال البطيخ في حديث، إن "الحديث عن وجود مخاوف من اقتحام المنطقة الخضراء، خلال تظاهرات 25 تشرين، غير واقعي ومستبعد، كون التظاهرات لن تكون بثقل شعبي كبير، حتى يمكن للمتظاهرين التقدم نحو الخضراء". وبين، أن "الحكومة العراقية، مطالبة بحماية المنطقة الخضراء، لما فيها من مؤسسات رسمية كبيرة وبعثات دبلوماسية، وهي تعتبر منطقة حكومية دولية، والمساس بها يعتبر المساس بهيبة الدولة، كما في نفس الوقت الحكومة مطالبة بحماية المتظاهرين، والعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة".

لا انتخابات في حزيران المقبل

بدوره، حدد النائب عن تحالف الفتح، مختار الموسوي، ثلاثة أسباب قال إنها تمنع إجراء الانتخابات المبكرة في موعدها بشهر حزيران المقبل. وقال الموسوي في حديث، إن "إجراء الانتخابات المبكرة في موعدها المقرر من قبل الحكومة، أمر مستبعد في الوقت الحالي، نظراً للظروف السياسية والأمنية والمالية التي تمر بها البلاد".

أسباب تأجيل الانتخابات

وأضاف، أن "الحكومة غير قادرة على توفير المبالغ المالية المطلوبة لإجراء الانتخابات، أو توفير بيئة آمنة بعيداً عن تهديد السلاح والمال السياسي"، لافتا إلى أن "الحكومة ستضطر إلى تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد بحزيران المقبل إلى موعد آخر قد يكون نهاية عام 2021". ويستعد المتظاهرون من بعض المحافظات العراقية، للانطلاق بتظاهرات، يوم 25 من الشهر الجاري، وسط استعدادات أمنية كبيرة لتأمين التظاهرة.