الحرب ضد إيران: أربعة أسباب تمنع واشنطن من المواجهة المباشرة
خلفية التوتر
رغم التصعيد الإعلامي وارتفاع منسوب التوتر في المنطقة، لم تُقدم الولايات المتحدة حتى الآن على توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى إيران. ورغم التلويح المستمر بـ"الخيار العسكري"، إلا أن واقع السياسة الأمريكية يُشير إلى حذر بالغ يُغلّف القرار الاستراتيجي.
قنوات التفاوض أولًا
أستاذ العلوم السياسية خليفة التميمي يكشف عن أربعة أسباب رئيسية تمنع واشنطن من الذهاب نحو المواجهة المباشرة. يُشير التميمي إلى أن واشنطن نفسها هي من ضغطت مؤخرًا باتجاه فتح قنوات غير مباشرة مع طهران، عبر خمس عواصم إقليمية، أغلبها عربية، في محاولة لإيجاد مسار تفاوضي غير معلن لحسم ملفات شائكة، وفي مقدمتها البرنامج النووي الإيراني.
الخطر الأول: ترسانة إيران الفرط صوتية
من أبرز الأسباب التي تُبقي واشنطن في مربع الحذر، وفق التميمي، هو إدراك الإدارة الأمريكية -حتى في عهد ترامب- أن إيران ليست هدفًا سهلًا. فترسانة الصواريخ الفرط صوتية، والقدرات العسكرية غير المعلنة، تجعل من أي ضربة محدودة مقدّمة لانفجار إقليمي شامل.
الخطر الثاني: الخليج تحت التهديد
أي ضربة عسكرية لإيران ستنعكس فورًا على أسواق النفط، ليس فقط لأن طهران تمتد على الخليج العربي، بل لأن جغرافيا الصراع ستكون ملاصقة لأهم خطوط الملاحة وتصدير الطاقة في العالم. توقف حركة السفن، أو حتى تهديدها، سيؤدي إلى قفزات مجنونة في أسعار النفط.
الخطر الثالث: القواعد الأمريكية في مرمى النيران
يوضح التميمي أن أكثر من ثلاثين قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط ستكون هدفًا مباشرًا لأي رد إيراني، ما يجعل خيار الضربة العسكرية مكلفًا وغير مضمون النتائج. فالمواجهة لن تكون جغرافية فحسب، بل قد تمتد إلى كل نقطة فيها تواجد أمريكي.
الخطر الرابع: الهشاشة العربية
الأمر لا يتوقف عند واشنطن وطهران. فبحسب التميمي، هناك خشية أمريكية من أن أي مواجهة مفتوحة قد تؤدي إلى اضطرابات داخل دول عربية حليفة، تعاني أصلًا من هشاشة سياسية واقتصادية. الحرب هنا لن تكون على الحدود، بل قد تتسلل إلى العواصم عبر الشارع الغاضب أو الجماعات المتطرفة أو حتى بوابات الاقتصاد.
الحرب النفسية: سلاح أمريكا البديل عن القصف
أمام هذه القيود، تلجأ الإدارة الأمريكية إلى أدوات ضغط غير مباشرة: وسائل الإعلام، التسريبات، الحرب النفسية، وتضخيم القدرات العسكرية. هذا التكنيك، بحسب التميمي، يهدف إلى دفع طهران نحو تقديم تنازلات من دون إطلاق رصاصة واحدة.
المدا الحرج: حين تُرسم السياسة الأمريكية بحسابات الخسارة لا القوة
أمام هذه الصورة، تُصبح الحرب قرارًا مُرجأ، ومجرّد خيار إعلامي، لا واقعي. فالولايات المتحدة تدرك أن ثمن الضربة لإيران ليس فقط في الرد العسكري، بل في اهتزاز أسس التحالفات الإقليمية، وشلل حركة الاقتصاد، وانفلات المواجهة إلى فضاءات لا يمكن ضبطها.