التوترات في لوس أنجلوس وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية
بغداد اليوم – بغداد
في خضم تصاعد التوترات في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، برزت تحليلات استراتيجية تشير إلى أن الأحداث الداخلية المتصاعدة قد تضعف تركيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ملفات السياسة الخارجية، في وقت يراقب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشهد عن كثب بحثا عن هامش مناورة محتمل تجاه إيران.
تأثير الأحداث الداخلية على السياسة الخارجية
أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية، مجاشع التميمي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الأربعاء (11 حزيران 2025)، أن "استمرار أحداث لوس أنجلوس واتساعها قد تشكل عبئاً داخلياً كبيراً على إدارة ترامب، مما قد يحدّ من قدرته على التفرغ للملفات الدولية الحساسة، وفي مقدمتها الحوار المتوتر مع طهران أو إدارة التوازنات المضطربة في الشرق الأوسط".
بنية النظام السياسي الأمريكي
وأوضح التميمي أن “النظام السياسي في الولايات المتحدة يتمتع ببنية مؤسسية متماسكة، حيث توجد مؤسسات أمنية ودفاعية مستقلة قادرة على إدارة الأزمات الخارجية حتى في ظل انشغال الإدارة السياسية المركزية، ما يجعل من غير المرجح أن يشلّ حدث داخلي، مهما كان حجمه، قدرة واشنطن على التحرك الدولي”.
الموقف الإسرائيلي تجاه إيران
وفي ما يخص الموقف الإسرائيلي، حذر التميمي من أن “نتنياهو قد ينظر إلى هذه اللحظة كفرصة للتحرك أو للضغط في الملف الإيراني، إلا أن أي ضربة مباشرة لطهران من دون تنسيق واضح مع واشنطن قد تمثل مقامرة غير مضمونة النتائج، في ظل التعقيد الإقليمي والدولي الراهن”.
الانشغال الأمريكي وتأثيره على معادلة الشرق الأوسط
وبين ان "الانشغال الأمريكي، رغم تأثيره، لن يكون عاملاً حاسماً بمعزل عن الحسابات الجيوسياسية الأوسع"، مشيراً إلى أن “المعادلة في الشرق الأوسط باتت أكثر تعقيداً من أن تُحسم في ظل غياب الانتباه الأميركي المؤقت”.
الخلفية الإقليمية
وتشهد مدينة لوس أنجلوس منذ أيام احتجاجات واضطرابات واسعة على خلفية قضايا عدالة اجتماعية وانتهاكات شرطية، ما أعاد إلى الواجهة موجة من التوتر الداخلي الذي يشغل الإدارة الأمريكية، ويأتي هذا التوتر الداخلي في وقت حساس إقليمياً، إذ تتصاعد المواجهات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران في عدة ساحات، من سوريا ولبنان إلى الملف النووي الإيراني.

