أوضاع المسيحيين في العراق
خلفية
رصدت وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب، في تقرير لها، أوضاع المسيحيين في العراق وأملها بزيارة البابا فرنسيس إلى العراق في آذار المقبل. غادر بعض المسيحيين العراق خلال الاجتياح الأميركي للعراق، وآخرون خلال الحروب الطائفية التي احتلت خلالها جهاديون قراهم. غيرهم غادروا بسبب الأزمة المعيشية الحالية، في موجة بعد أخرى، يتقلص عدد المسيحيين في العراق، فيما يحلم الباقون منهم في البلاد بالمغادرة.
الوضع الحالي
تعيش عائلات مسيحية عراقية كثيرة في كردستان العراق، أو في الأردن أو أستراليا أو غيرها من الدول، حنيناً إلى وطن ترفض في الوقت ذاته فكرة العودة إليه. يعلّق كل هؤلاء في الداخل والخارج آمالاً بأن يحمل لهم البابا فرنسيس الذي سيزور العراق في مطلع آذار/مارس، كلمات معزية ومطمئنة.
الأعداد
وبالرغم من غياب إحصاءات دقيقة عن عدد المسيحيين في العراق بسبب عدم إجراء تعداد سكاني منذ سنوات، يقول وليم وردة لوكالة فرانس برس إن هناك حالياً 300 إلى 400 ألف مسيحي في العراق في مقابل مليون ونصف المليون قبل الغزو الأميركي العام 2003. غادر ما يقرب عن نصف مليون منهم إلى الولايات المتحدة، وتوجه آخرون إلى دول اسكندينافية وأستراليا.
تجارب شخصية
في 2007، قتل عم وعمة طبيبة الأسنان رنا سعيد برصاص عشوائي أطلقه جنود أميركيون رداً على هجوم تعرضوا له ليلة رأس السنة في مدينة الموصل. لكن هذه الطبيبة وزوجها الطبيب البيطري عمار الكاس أصرّا في حينه على البقاء في مدينتهما. لكن عدم وجود محاسبة أو تطبيق أي عدالة في القضية، دفعهما في 2008 إلى اتخاذ قرار الرحيل، فانتقلا إلى كردستان.
الأسباب
كانت هناك أسباب أخرى للهجرة، منها التعرّض للهجمات الطائفية وترهيب المسيحيين، مما أدى إلى مغادرة الكثير منهم للبلاد. كما ساهم الوضع الاقتصادي الصعب في استمرار هجرة المسيحيين، حيث ازدادت الأزمة بسبب جائحة كوفيد-19.
الآمال
آمل سعد هرمز (52 عاما) للوكالة الفرنسية، وهو يعيش اليوم في الأردن، أن يطلب البابا خلال زيارته للعراق من الدول التي تستقبل لاجئين مسيحيين مساعدتهم. ويقول الأسقف الكلداني سعد سيروب حنا إن الكثير من العراقيين بين أبناء رعيته في السويد لا يريدون العودة إلى العراق.
التحديات
يواجه المسيحيون في العراق تحديات كبيرة، منها الاضطهاد والتمييز، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب. يقول هفال ايمانويل، وهو موظف حكومي كلداني في كردستان، إنه يتقاضى راتباً واحداً فقط كل شهرين، وأحياناً لا يتقاضى الراتب بالكامل.
الزيارة البابوية
سيتعين على البابا فرنسيس مواجهة تحديات كبيرة خلال زيارته للعراق، حيث يعيش المسيحيون في أوضاع صعبة. يقول إيمانويل إن البابا مثل ملاك ينزل على العراق، لكن كم من الشياطين سيجد هنا؟ رجل سلام يزور مجموعة من أمراء الحرب، كيف يمكنه تغييرهم؟

