خشونة الركبة: الأسباب والعلاج
ترتبط خشونة الركبة في أغلب الحالات بالتقدم في العمر، حيث يبدأ المفصل بفقدان مرونته ويضعف الغضروف الموجود في السطح ويتآكل تدريجياً، أو ينجم عن مشاكل سابقة في مثل: التهابات بعد الإصابات، أمراض روماتيزمية، زيادة الوزن، عيوب خلقية، أو نتيجة لعوامل صحية وسلوكية قد تتراكم بمرور الوقت، وعلى الرغم من انتشارها كونها تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، إلا إدارة الأعراض مبكراً، تحدّ من تفاقمها، ويحسن من جودة الحياة اليومية.
أسباب الإصابة
يقول د. علاء الدين البدوي، استشاري جراحة العظام، إن خشونة الركبة حالة تنكسية في المفاصل تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وخاصة كبار السن، وتُحدث تآكلاً في الغضروف (النسيج الواقي الذي يبطن أطراف العظام) وتدهوره بشكل تدريجي، ما يؤدي إلى احتكاك العظام بعضها بعضاً، وينجم عنه ألم وتورم وتيبّس في المفصل.
ويتابع: يعتبر التقدم في السن من أخطر عوامل الإصابة الأكثر شيوعًا، إلا أن خشونة في الركبة قد تصيب الشباب أيضاً، نتيجة العديد من العوامل المساهمة التي يمكن أن تُسرّع من تطور الحالة، كما يُضيف الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على مفاصل الركبة، ما يزيد من احتمالية تلف الغضروف، وتعتبر إصابات الركبة السابقة مثل: تمزق الأربطة أو الكسور، الإجهاد المتكرر الناتج عن بعض الوظائف أو الرياضات عالية التأثير، أو الاستعداد الوراثي، أو ضعف العضلات حول الركبة، أو اختلال محاذاة هيكل الركبة، من أهم الأسباب.
أعراض الحالة
يوضح د. البدوي أن أعراض خشونة الركبة غالباً ما تتطور ببطء وتتفاقم مع مرور الوقت، وتزداد مع الألم وتتحسن مع الراحة، ويظهر تيبس وتورم بعد فترات من الخمول، كما يشعر العديد من المرضى بإحساس بالطحن أو الطقطقة أثناء الحركة، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في القدرة على الحركة مع تقدم الحالة، ويصبح الانزعاج مستمرًا ويؤثر في المهام اليومية، مثل: المشي وصعود السلالم أو الوقوف لفترات طويلة.
التشخيص
ويؤكد أن التشخيص الدقيق يتم بمراجعة شاملة للتاريخ الطبي والفحص البدني، ويقيم الأطباء الأعراض ووظيفة المفصل وأي علامات ظاهرة للالتهاب أو التشوه، وتُعد فحوص التصوير، وخاصةً الأشعة السينية، بالغة الأهمية في تحديد التغيرات مثل تضييق الفراغ المفصلي أو تكوّن نتوءات عظمية، ويوصي في بعض الحالات بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم أنسجة المفصل الرخوة مثل الغضاريف والأربطة والأوتار بدقة أكبر.
مراحل الإصابة
يبين د. سانديب رافيندران، أخصائي جراحة العظام، أن خشونة الركبة من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، حيث يُصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وتحدث هذه الإصابة عندما يتآكل الغضروف الواقي الذي يُبطن أطراف العظام تدريجياً مع مرور الوقت، ما يُسبب الألم والتصلب وقلة الحركة، وتعتبر هذه الحالة من المشكلات التي لا يوجد لها علاج محدد، ولكن تعتمد بشكل أساسي على إدارة الأعراض، عن طريق ممارسة النشاط البدني، والحفاظ على الوزن الصحي، التدخل الطبي المُبكر لإبطاء تطور المرض، وتخفيف الألم، وتحسين وظيفة المفاصل.
مضاعفات وعلاج
يشير د. عمرو اليماني، استشاري جراحة العظام والطب الرياضي، إلى أن هناك عوامل مساعدة تسهم في تفاقم الخشونة، وخاصة عند إهمال مراجعة الطبيب المختص وتلقي العلاج، ومن بينها: إصابات في الغضروف لم تُعالج بالشكل الصحيح، حالات القدم المسطحة التي تُترك دون تصحيح، الوزن الزائد الذي يُشكل عبئاً مستمراً على المفصل، الضعف العضلي وقلة النشاط الحركي، الممارسات اليومية الخاطئة في الجلوس والحركة.
علاج طبيعي
تذكر د. أميرة بلانكو، أخصائية العلاج الطبيعي، جلسات العلاج الطبيعي تلعب دوراً محورياً في تخفيف أعراض خشونة الركبة (الفُصال العظمي)، وتأخير تطورها وتحسين جودة حياة المريض، وتشمل تقوية عضلات الفخذ (خصوصاً العضلة الرباعية)، ما يقلل الضغط المباشر على مفصل الركبة، أما جلسات التمدد فهي تحسن مدى الحركة وتحافظ على مرونة المفصل ومنع التيبس، وتحسن التوازن والثبات وتقلل خطر السقوط، كما يعمل استخدام تقنيات الكمادات الساخنة أو الباردة، والتحفيز الكهربائي، على تخفيف الألم وتحسين الحركة.
الرياضة تحفظ سلامة المفاصل
يتسبب استهلاك مفصل الركبة مع التقدم في العمر إلى زيادة فرص الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، وأبرزها الخشونة وتفاقم تدهور الغضروف، ولذلك يجب الحفاظ على مرونة المفصل وتقوية العضلات باستمرار، لتحسين جودة الحركة، والقيام بالمهام اليومية دون عناء، أو الشعور بآلام مزعجة، ولذلك ينصح الخبراء بممارسة التمارين اليومية والرياضات الخفيفة، التي تسهم في تخفيف الضغط وزيادة تدفق الدم إلى العضلات، وتعزيز مرونة عضلات الساق وتوازن الجسم، وإبطاء تطور التهاب المفاصل، ومن بينها:
– يعتبر ركوب الدراجات أو المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، من أهم الطرق التي تدعم صحة الجسم والجهاز الهيكلي والمفاصل، حيث إنه يعزز الحركة وينشط الدورة الدموية.
– تتميز السباحة بأنها من الرياضات التي تدعم الجسم، وتقلل من التأثير على المفاصل، حيث يخلق الماء مقاومة طبيعية تمنح العضلات تمريناً جيداً دون إجهاد.
– تُعد اليوجا إحدى الرياضات التي تعزز الاسترخاء والتأمل، ولا تسبب ألماً للمفاصل وتقلل من أعراض الالتهاب وتخفيف حدة الألم الناجم عن الخشونة.

