الجدل حول إهداء تمثال بابلي إلى محافظ إيلام الإيرانية
أثير جدل خلال الساعات القليلة الماضية حول إهداء مفتشية آثار بابل "تمثالًا بابليًا" إلى محافظ إيلام الإيرانية. هذا الخبر نشرته الصحافة الإيرانية على هامش زيارة محافظ إيلام حسن بهرام نيا إلى محافظة بابل لتوقيع مذكرة تعاون ثنائية.
الخبر الأصلي ونشره
نشرت وكالة "بغداد اليوم" خبرًا مترجمًا من صحيفة طهران تايمز شبه الرسمية، وفيه يتم ذكر أن مدير مفتشية آثار بابل منح تمثالا بابليا "أصليًا" إلى محافظ إيلام. هذا الخبر تم تداوله أيضًا من قبل وسائل الإعلام العربية مثل صحيفة النهار اللبنانية.
رد مفتشية آثار بابل
على ضوء هذا الخبر، أصدرت دائرة مفتشية آثار وتراث بابل نفيًا واصفة التمثال بأنه "عبارة عن نموذج مصغر لمسلة حمورابي مصنوع من الجبس قدم كهدية تذكارية وهي من أعمال كادر مفتشية آثار وتراث بابل".
تحديد دقة الخبر
قامت صفحة التقنية من أجل السلام بالاعتماد على نفي مفتشية آثار بابل لتصف الخبر المنشور من قبل وكالة بغداد اليوم والمنقول من صحيفة طهران تايمز شبه الرسمية بأنه "غير دقيق".
تدقيق موسع للقصة
أجرت "بغداد اليوم" تدقيقًا موسعًا للقصة، وبالعودة إلى مصدر الخبر، اكتشفت "بغداد اليوم" أن "صحيفة طهران تايمز" نقلت الخبر الأصلي من وكالة ايرنا الإيرانية الرسمية. عند ترجمة الخبر، تبين أن وكالة ايرنا جاء في خبرها أنه "تم اهداء محافظ إيلام تمثالا تاريخيًا من بابل، ولم تصف التمثال بأنه مزيف أو أصلي".
توضيح مفردة "تمثال تاريخي"
تبقى مفردة "تمثال تاريخي" مفردة محيرة، وما إذا كانت الوكالة الإيرانية الرسمية تقصدت استخدام هذا التعبير لكي لا تقلل من شأن الهدية، فلم تصفه بـ"المجسم"، بل اكتفت بوصفه بـ"التمثال التاريخي".
صورة التمثال المهدى
عند الاطلاع على صورة التمثال المهدى إلى محافظ إيلام، فهو كما وصفت مفتشية آثار بابل، بأنه "مجسم لمسلة حمورابي". ومن المعروف بأن مسلة حمورابي الأصلية موجودة في متحف اللوفر في باريس، وهي قطعة كبيرة الحجم وباللون الأسود، وليس باللون البني كما المجسم الظاهر بالصورة، مايجعل توضيح مفتشية آثار بابل الأقرب للحقيقة.