اتفاق السعودية وإيران: خطوة هامة نحو التعددية القطبية
أعلنت إيران والسعودية عن "تطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية" بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. هذا الاتفاق يأتي بعد مباحثات ودية بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة من 6-10 مارس الجاري.
خلفية الاتفاق
كان اتفاق بين الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي السعودية وإيران قد جرى بشأن استضافة الصين ورعايتها للمباحثات بين السعودية وإيران، رغبةً من الطرفين في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية. الجانبان أعربا عن تقديرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات حوار سابقة في الأعوام 2021-2022، وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وإنجاحها.
ما تضمنه الاتفاق
تضمن الاتفاق توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وإعادة فتح السفارات والممثليات خلال مدة أقصاها شهران. هذا الاتفاق يعد خطوة هامة نحو تحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة.
ردود الأفعال الدولية
رحبت العديد من دول المنطقة بهذا الاتفاق، بما في ذلك العراق وسلطنة عمان والإمارات وتركيا ومصر. كما أفاد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن موسكو ساهمت في العملية السياسية جنباً إلى جنب مع دول أخرى مثل سلطنة عمان والعراق وغيرهما.
رد الولايات المتحدة
على الجانب الآخر، لم يتّسم الرد الأمريكي على الاتفاق بنفس درجة الحرارة والحماسة، حيث رحبت الولايات المتحدة باستئناف العلاقات الدبلوماسية، إلا أنها وفي الوقت نفسه أعربت عن شكوكها في "احترام طهران لالتزاماتها". الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاهل نهائيا السؤال المحدد حول الاتفاق بين السعودية وإيران، وأجاب بأهمية تطبيع وتقوية وتوسيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
تأثير الاتفاق على المنطقة
يأتي هذا الاتفاق كطعنة موجهة لمسار التطبيع الإسرائيلي مع بعض الدول العربية، ويضع النقاط على الحروف بشأن نظرية الأمن في منطقة الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة. الإدارة الأمريكية الحالية ومعها الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل يعيشان الآن مرحلة صعبة، أصبح من الممكن تسميتها بمرحلة الفشل والهزيمة.
مستقبل الشرق الأوسط
إن عودة العلاقات السعودية الإيرانية، وما سيتبعها من تطبيع للعلاقات الإيرانية مع باقي دول المنطقة، لهو فشل للرهان الأمريكي الإسرائيلي على إحداث شرخ في العالم الإسلامي بين السنة والشيعة. سوف يشكل دعماً راسخاً لنضال الشعب الفلسطيني، والمضي نحو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
التحولات العالمية
لا شك أننا مقبلون على تحولات هامة جداً ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن على مستوى العالم. الاتحاد الأوروبي المريض منساق وراء الولايات المتحدة الخرفة لفتح جبهات جديدة في أوروبا، آخرها في بريدنيستروفيه ثم في جورجيا. أوروبا تدرك ذلك، إلا أنها تتجاهله، وتتجاهل إرادة شعوبها.
مستقبل العالم
إننا بصدد تحولات ربما تقودها دول البريكس، وتقودها في منطقتنا ا