دراسة حديثة عن النخر الخلوي كعلاج محتمل للشيخوخة
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن، ووكالة الفضاء الأوروبية، وشركة للأدوية الحيوية، أن عملية "النخر الخلوي" (Necrosis)، وهي أحد أشكال موت الخلايا، قد تُمثّل أحد أكثر الطرق الواعدة لتغيير مسار الشيخوخة البشرية، وعلاج الأمراض، وحتى رحلات الفضاء.
النخر الخلوي
قال المؤلف المشارك في الدراسة، كيث سيو، الباحث في مركز صحة الكلى والمثانة في جامعة كوليدج لندن: "لا أحد يحب الحديث عن الموت، حتى موت الخلايا، ولهذا ربما يكون علم وظائف الأعضاء المرتبط بالموت غير مفهوم جيداً. وفي النهاية، النخر هو موت. إذا مات عدد كافٍ من الخلايا، تموت الأنسجة، ثم نموت نحن. السؤال هو: ماذا سيحدث إذا استطعنا إيقاف أو إبطاء النخر؟".
اختلال التوازن الأيوني
تُعتبر الخلايا اللبنات الأساسية للحياة، ويمكن أن تموت بطرق متعددة، وبعض عمليات موت الخلايا "مبرمجة" ومفيدة؛ إذ تسمح لأنسجتنا بالتجديد والعمل بشكل جيد طوال الحياة. لكن النخر الخلوي فهو موت غير مبرمج وفوضوي يؤدي إلى تدهور الأنسجة والانحدار البيولوجي.
علاج الشيخوخة
ومضى كيث سيو يقول: "إذا استطعنا استهداف النخر، فقد نفتح طرقاً جديدة تماماً لعلاج حالات تتراوح من الفشل الكلوي إلى أمراض القلب، والتنكس العصبي، وحتى الشيخوخة نفسها".
النخر الخلوي وأمراض الكلى
وأشारत الدراسة إلى أن النخر الخلوي يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكلى، والتي قد تتطور إلى فشل كلوي يتطلب زراعة أو غسيل كلى. وبحلول سن 75، يُصاب نحو نصف جميع الأشخاص بدرجة ما من أمراض الكلى كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية.
ريادة الفضاء وتسارع الشيخوخة
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2024، بمشاركة كيث سيو، أن الكلى البشرية قد تكون العقبة الأخيرة أمام مهمات الفضاء طويلة الأمد.
نهج ثوري
يمكن أن يصبح النخر الخلوي نهجاً ثورياً لمكافحة الشيخوخة من خلال كسر الحلقة المفرغة لتلف الأنسجة الذي يغذي التدهور المرتبط بالتقدم في العمر. وبدلاً من اعتباره عملية تدميرية نهائية، يمكن تحويله إلى نقطة تدخل علاجي باستخدام أدوية ذكية، توقف مسارات النخر الرئيسية، مع الحفاظ على آليات الموت الخلوي المفيدة.