السودان: تفشي وباء الكوليرا يهدد حياة الآلاف
يشهد السودان موجة متسارعة من تفشي وباء الكوليرا، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي وتدهور حاد في الأوضاع البيئية، لا سيما في مدينة أم درمان التي تعتبر من أكثر المناطق تضرراً.
الوضع الصحي في أم درمان
أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أن النقص الحاد في المحاليل الوريدية والكادر الطبي، إلى جانب انعدام المياه النظيفة ووسائل التعقيم، ساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة الصحية. وأشارت اللجنة إلى ارتفاع عدد الوفيات في ولايات أخرى مثل الخرطوم وشمال كردفان ونهر النيل، داعيةً إلى إعلان حالة طوارئ صحية فورية.
انتشار الوباء
أكدت رنا عثمان من غرفة طوارئ ولاية الخرطوم تسجيل نحو 1800 حالة إصابة في كل من محليتي جبل أولياء وأم درمان، حيث تعد منطقة الصالحة من أكثر المناطق تأثراً. وانتشرت الإصابات في جبل أولياء بمناطق الفتيح وقرى الحبل والكلاكلات، خصوصاً بين النازحين من مناطق الجموعية. كما تم تسجيل إصابات في محلية أمبدة، مما يعكس توسع رقعة الوباء في الولاية.
تدهور الوضع الصحي في الجنوب
أكد أحمد فاروق عيسى، المتحدث الرسمي لغرفة طوارئ جنوب الحزام، تدهور الوضع الصحي في المنطقة، مشيراً إلى تسجيل حالتي وفاة وأكثر من 40 إصابة بالكوليرا خلال أسبوع، بالإضافة إلى انتشار أمراض حمى الضنك والحمى الحبشية، مما يعكس خطورة الأوضاع الصحية في الجنوب.
údaje عن الوباء
أعلن مركز عمليات الطوارئ الاتحادي التابع لوزارة الصحة تصاعد إصابات الكوليرا في عدة ولايات، مسجلاً 2729 حالة إصابة و172 وفاة خلال أسبوع، مع تركيز 90% من الحالات في ولاية الخرطوم.
أسباب انتشار الكوليرا
أوضح سليمان عمار، المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في الخرطوم، أن تفشي الكوليرا الحالي في السودان يعد نتيجة مباشرة للحرب وتداعياتها على البنية التحتية الحيوية. وأكد أن الهجمات المتكررة على محطات الكهرباء، خصوصاً في أم درمان، أدت إلى توقف محطات معالجة المياه، مما حرم الأهالي من المياه النظيفة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لانتشار المرض.
استجابة المنظمات
أكد عمر أحمد، ممثل منظمة سقيا وإطعام الخيرية، اتساع رقعة تفشي وباء الكوليرا في عدة محليات بولاية الخرطوم، منها كرري، وأم درمان، والخرطوم، وأمبدة، وسواعد، والوالدين. وأوضح أن المنظمة نفذت استجابة طبية عاجلة استمرت أربعة أيام، تضمنت توزيع 6000 عبوة درب و3600 كانيولا على 11 مستشفى ومركزاً صحياً، بتكلفة تجاوزت 11 مليار جنيه سوداني، لدعم المرافق الصحية التي تستقبل الحالات المصابة.
ما أسباب انتشار الكوليرا؟
فاطمة (اسم مستعار)، من سكان مدينة أم درمان، أك