ماري أوليفر: الشاعرة التي تحبها الجماهير وتكرهها النقاد
يقولون عن ماري أوليفر إنها شاعرة يحبها الجمهور الذي لا يعرف الشعر ويكرهها النقاد. ولا يخلو أي نقاش لشعر ماري أوليفر ومسيرتها من التذكير بهذه المفارقة. المفارقة تكمن في كيفية تحقيق شاعرة، كثيرا ما تم تجاهلها من قبل النقاد، وخاصة الطليعيين منهم والمنحازين إلى التجريب، لمقروئية قل نظيرها في التاريخ الأمريكي.
شعر ماري أوليفر: بين البساطة والعمق
برغم وجاهة اعتراضاتهم على شعرها، كونه مباشراً وسهلاً، فإن تلك الأشعار مكتوبة بلغة عالية وعلى قدر عال من التماسك. يكشف كتاب "الخيال أفضل من آلة حدة"، وهو عبارة عن مختارات شعرية للشاعرة الأمريكية ماري أوليفر، ترجمة وتقديم عامر فردان، أن من بين المآخذ التي أخذها النقاد على ماري أن قصائدها احتفالية ويقينية، لا مكان فيها لقلق وغموض وظلال.
اتهامات ونقد
أحد الاتهامات التي نالت من ماري أن قصائدها جاءت ملبية للنزعات التي راجت في آخر ثلاثين عاماً، والمقصود هنا ثقافة تطوير الذات والطاقة الداخلية للإنسان وثقافة "أنت تستطيع وأنت محور الكون". تلك الاتهامات تنطوي على ظلم لماري، التي بدأت بكتابة تلك القصائد المتماهية مع الطبيعة منذ بداية الستينات، أي قبل أن تنتشر ثقافة الإيجابية.
حياة حقيقية وشعر منسجم
ما يشفع لماري أن هذه هي حياتها الحقيقية، هي عاشت هكذا، وأرادت أن تكتب شعراً يشبه حياتها. ولدت ماري أوليفر في ولاية أوهايو عام 1935 وتوفيت في فلوريدا عام 2019. صدر ديوانها الأول تحت عنوان "لا إبحار" وتوالت دواوينها وكتبها النثرية التي وصلت إلى ثلاثين كتاباً حتى ديوانها الأخير "غبطة" عام 2015.
شهرة واعتراف
في عام 1984 فازت بجائزة بوليتزر للشعر عن ديوانها "بدائية أمريكية" كما توجت بجائزة الكتاب الوطني عام 1992. عندما سئلت عن شهرتها الطاغية قالت: "هذه هي الشخصية العامة، لكن أنا ينظر إليّ دائماً على أني شخص منعزل". ما يميز قصائد ماري قصرها، فهي لا تكتب المطولات الشعرية، وتعتمد كثيراً على قصائد ومضية.
كلاسيكية ورومانسية
تقرأ ماري فإذا بك على موعد مع الطبيعة بمختلف أشكالها، في صورة كلاسيكية ارتجاعية لعدد من الشعراء القدماء، الذين اتخذوا من الطبيعة مسرحاً لقصائدهم. في شعر ماري جبال وكثبان وبحار وأنهار وطيور وثعالب وزواحف. هذه العناصر تستحضر بشكل متكرر إلى حد أنها أصبحت مثار تحفظ عدد من النقاد الذين اتهموا ماري بالرومانسية.

