الكاريكاتير من أكثر المواد المنشورة في الصحف قديماً اجتذاباً للقراء
فبخلاف أنه وسيلة للتعبير عن الرأي بطريقة ساخرة
وينقل ما يدور في خاطر الرسام من آراء ومعتقدات حول الأحداث الجارية والتأثير الذي يتركه في نفوس القراء
يمكن أيضاً أن يكون نافذة للتنبؤ بالمستقبل واستشراف تقدم المجتمعات المبنية على معطيات العصر الراهن.
رسام الكاريكاتير في صحيفة "الرياض" علي الخرجي
كان من جيل الرواد في تجسيد الواقع واستشراف المستقبل برسومات ساخرة ناقدة للمجتمع
وأخيراً أثارت إعادة نشر رسومه القديمة شغف السعوديين عبر منصات التواصل الاجتماعي
لا سيما أنها حملت توقعات مستقبلية يعيشها الشعب السعودي في السنوات الأخيرة.
نظام الرصد الآلي
وَأَعَادَ رُوَادَ ٱلتَوَاصُلِ ٱلِجْتِمَاعِي نَشْرَ كَارِيكَاتِيرِ لِعَلِيّ ٱلْخَرْجِي فِي صِحَافَةِ "ٱلرِيَاض" مُنْذُ ٥٤ عَاماً يَتَوَقَعُ فِيهِ تَصْوِيرَ ٱلْمُخَالَفَاتِ فِي ٱلْإِشَارَاتِ ٱلْمُرُورِيَة
وَهُوَ مَا تَطَبَقَتْهُ ٱلسُلْطَاتُ ٱلسَعُودِيَةُ فِي ٱلسَنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ خِلَالَ نِظَامِ ٱلرصد ٱلْآلِي "سَاهِر".
الصورة
وَأَظْهَرَتِ ٱلصُورَةَ مُوَاطِنَيْنِ سَعُودِيَيْنِ يَرْكَبَانِ سَيَارَةً وَيَقِفَانَ عِنْدَ إشَارَةِ ٱلْمُرُورِ
وَمُعَلَقاً عَلَى حَامِلِ ٱلْإِشَارَةِ كَامِيرَا لِرَصْدِ ٱلْمُخَالَفَةِ وَهِيَ تَلْتَقِطُ ٱلصُورَةَ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ "يَقُولُونَ إنَهَا تَصْوِرُ ٱللِي يَقْطَعُهَا وَهِيَ حَمْرَاء" وَيَرُدُ عَلَيْهِ ٱلْآخَرُ مُسْتَفْهِماً "وَيُعْطُونَهُ ٱلصُورَة".
خيال علي الخرجي
وَأَثَارَ كَارِيكَاتِيرُ عَلِي الْخَرْجِي الْغِرْبِ بِأَنَ أَحَدَ الرِجْلَيْنِ كَانَ يَسْأَلُ بِدَهَشَةٍ عَنِ ٱلصُورَةِ وَكَيْفِيَةِ حُصُولِهِ عَلَيْهَا
وَكَانَ حَدُوثُهُ وَقْتَهَا دَرْبَا مِنْ دُرُوبِ ٱلْخِيَالِ لَكِنِ ٱلْوَاقِعَ الَّذِي يَعِيشُهُ سُكَانُ ٱلسَعُودِيَةَ ٱلْيَوْمَ جَعَلَ ٱلْخِيَالَ حَقِيقَةً
إذَ يُسَمَحُ بِنَظَمِ "سَاهِر" إِرْسَالَ ٱلصُورَةِ ٱلْفُوتُوقْرَافِيَةِ ٱلْحِينِيَةِ لِوَقُوعِ ٱلْمُخَالَفَةِ إِلَى ٱلْمُخَالِفِ إِلِكْتْرُونِياً خِلَالَ ٱلنِظَمِ لِلتَأَكِيدِ عَلَى وُقُوعِ ٱلْمُخَالَفَةِ وَقِيَامِهِ بِهَا.
نظام الداخلية الإلكتروني
وَيُسَجِلُ نِظَامُ ٱلدَاخِلِيَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيُ ٱلْجَمِيعِ مِنْ مَعْلُومَاتٍ الْبَرِيدِ وَٱلتَلِفُونِ وَٱلْعُنْوَانِ
حَتَى يَتَمَكَنَ مِنْ إِبْلَاغِ ٱلْمُخَالِفِ بِأَيَةِ مُخَالَفَةٍ تُسَجَلُ عَلَيْهِ خِلَالَ طُرُقِ ٱلْإِشْعَارِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ سَوَاءَ بِٱلرَسَائِلِ ٱلنَصِيَةِ أَوْ خِلَالَ ٱلتَطْبِيقَاتِ ٱلرَقْمِيَةِ وَٱلتَحَقُقِ مِنْ ٱلصُورَةِ قَبْلَ ٱلِاعْتِرَافِ بِهَا وَيُمَنحُهُ مُهَلَةً لِلسَدَاد.
خيال علي الخرجي منذ أكثر ما يزيد على ربع قرن
الذي جَسَدَهُ بِقَلَمِهِ ٱلرُصَاصِ فِي صِحَافَةِ "ٱلرِيَاض" كَانَ حُلْماً لِمُسْتَقْبَلٍ فِيهِ أَعْلَى دَرَجَاتِ ٱلتَنْظِيمِ وَٱلْمَرَاقَبَةِ فِي ٱلسَعُودِيَة
بَلْ مِنْ دِقَةِ ٱلْوَصْفِ وَهُوَ ٱلسُؤَالُ عَنِ ٱلصُورَةِ أَصْبَحَ أَي مُخَالِفٍ عَلَى أَرَضِي ٱلسَعُودِيَةِ بِمُجَرَدِ تَلْقِي إشْعَارٍ بِٱلْمُخَالَفَةِ يَدْخُلُ عَلَى ٱلنِظَمِ ٱلْإِلِكْتُرُونِي لِيَرَى ٱلصُورَةَ وَيَضَعُهَا عَلَى هَاتِفِهِ أَوْ حَاسُوبِهِ.
رؤية علي الخرجي
عَلِي الْخَرْجِي أولَ رَسَامٍ كَارِيكَاتِيرٍ فِي الصَحَافَةِ السَعُودِيَة
لَكِن رؤيَتَهُ النَقْدِيَةَ السَاخِرَةَ الَتِي كَانَ يَخُطُهَا بِٱلْأَبْيَضِ وَٱلْأَسْوَدِ وَافْقاً لِمَا كَانَ مَعْرُوفاً فِي الصَحَافَةِ السَعُودِيَةِ حِينَهَا تَمَيَزَتْ بِٱلْإِبْدَاعِ فِي نَقْدِ ٱلْقَضَايَا ٱلْمَجْتَمَعِيَةِ ٱلْمُعَاصِرَة
بَل وَطَرْحِ حَلُولٍ آنِيَةٍ لِمُوَاجَهَتِهَا وَمُسْتَقْبَلِيَةٍ لِإِسْتِدَامَتِهَا وَهُوَ مَا انْعَكَسَ عَلَى رَسْمِهِ وَمِنْهَا ٱلصُورَةُ الَتِي يَتَدَاوَلُهَا ٱلسَعُودِيُونَ حَالِيَاً.