ظاهرة انتحار الطلبة في العراق: أسباب ودوافع
اتساع الظاهرة وارتفاع المعدلات
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتحار الطلبة في العراق، مما دفعنا إلى فتح الملف للوقوف على الأسباب والدوافع والجهة المسؤولة عن تزايد حالات الانتحار. سجلت بعض المحافظات العراقية نسباً ليست بالقليلة مقارنة بالسنوات السابقة.
الأسباب
حددت جمعية حقوقية ثلاثة أسباب وراء انتحار الطلبة في العراق، مبينة أن محافظتي دهوك والسليمانية سجلتا أعلى المعدلات بحالات الانتحار. رئيس جمعية ديالى لحقوق الانسان طالب الخزرجي أوضح أن الانتحار بشكل عام ظاهرة أخذت بالاتساع في المحافظات، لكن تبقى السليمانية ودهوك في معدلات أعلى ولاسباب متعددة وكل حالة لها وضعها الخاص من ناحية تأثرها بالعوامل التي تدفع إلى خيار الانتحار.
ظاهرة التنمر
ولفت الخزرجي إلى أن احدي الطالبات حاولت الانتحار لأنها تأخرت عن القاعة بسبب الزخم المروري، مبيناً أنه هناك أسباباً تتعلق بالغبن خاصة للمجتهدين الذين لا يحققون نتائج مرضية مقارنة بآخرين أقل مستوى دراسي لكنهم نجحوا بطرق ملتوية. كما أشار إلى أن التنمر له تأثير كبير على الطلبة، لكن لم يرصد أي حالة انتحار بسبب تعنيف الآباء لأبنائهم الطلبة.
برنامج أممي للحد من الظاهرة
أكد الخزرجي أن ملف الانتحار بغض النظر عن أسبابه يحتاج إلى وقفة حكومية من خلال الانفتاح على الدراسات والأرقام التي تسجل سنوياً وما يقدم من قراءات مهمة حول أسباب الانتحار وما هي الحلول للحد منها. في حزيران 2023، أعلنت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة نيتها إطلاق برامج للرعاية النفسية في عدة بلدان أهمها العراق.
ارتفاع معدل القلق والاكتئاب
أشارت المنظمة إلى أنها تعي تماماً حجم المشاكل النفسية التي يعاني منها الشباب العراقي نتيجة لسنوات الحروب والصراع، مؤكدة أنها تعمل مع شركاء ومتبرعين على توفير منصات خاصة للشباب للتحدث بشأن المشاكل النفسية التي يعانون منها ودمجهم في الجهود الدولية لمعالجتها. وبحسب دراسة، فقد احتل العراق المركز الخامس في قائمة أكثر الدول العربية التي يقدم مواطنوها على الانتحار، هذا النزيف استمر في الارتفاع حتى بلغ العام الماضي معدل حالتين انتحار كل يوم.
أرقام مفزعة
نشرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً عن الحالة النفسية للعراقيين أكدت فيه أنها رصدت مستويات عالية جداً من القلق والاكتئاب والوسواس بين المرضى الذين كانوا يحاولون التعافي من آثار الحرب والنزوح. وبحسب التقرير، فإن معدلات القلق زادت من 45% إلى 68%, فيما زادت نسبة الإصابة بالاكتئاب من 10% إلى 20%.

