زلازل مصر: بين مخاوف السكان وطمأنينة المتخصصين
الزلزال الأخير
استيقظ مجدي محمود، وهو مصري مسن يقيم بمفرده في شقة بالطابق الثامن في منطقة زهراء المعادي، على هزة أرضية خفيفة قبل أيام. شعور الهلع سيطر عليه في لحظة، حيث تذكر زلزال عام 1992 الذي شهد انهيارات وتصدعات في المباني.
مخاوف السكان
سادت حالة من القلق بين المصريين بعد حدوث زلزالين متتاليين على فترات متقاربة. زلزال عام 1992 كان مدمراً، على الرغم من قوته المتوسطة، التي بلغت 5.8 درجات على مقياس ريختر. أسفر عن وفاة 561 شخصاً وإصابة أكثر من 12 ألفاً، وتدمير منازل قديمة في شمال مصر.
رؤية المتخصصين
يتفق أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة عباس شراقي مع وجود مخاطر زلازل قوية في مصر، نظراً لوقوعها قرب مناطق نشطة زلزالياً. يؤكد أن زلزالاً بقوة متوسطة يمكن أن يكون مدمراً إذا لم تكن هناك استعدادات حقيقية. يشير إلى أن زلزال عام 1992 كان مدمراً بسبب عدم الامتثال لمعايير البناء الزلزالي.
المناطق الأكثر عرضة للزلازل
حدد شراقي المناطق الأكثر عرضة للزلازل في مصر، بما في ذلك خليج السويس وخليج العقبة ومناطق مثل رأس غارب والغردقة ودهب وشرم الشيخ. يشير إلى أن الاستعداد لزلزال بقوة 6 درجات يمكن أن يجنب مصر خسائر كبيرة إذا تم الالتزام بكود البناء الزلزالي.
تعزيز الثقافة الزلزالية
دعا شراقي إلى تعزيز ثقافة الزلازل بين المواطنين وتوعيتهم بالإجراءات السليمة عند وقوع الزلازل. يشير إلى أهمية إجراءات التصالح في مخالفات البناء المشروطة بسلامة المباني.
رؤية المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
يرى الرئيس السابق للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور صلاح محمد محمود أن الزلازل التي شعر بها المصريون في الأيام الأخيرة لم تكن مفاجئة. يؤكد أن النشاط الزلزالي في حوض البحر المتوسط هو نتيجة للتقارب القاري بين أفريقيا وأوروبا.
التعايش مع الزلازل
يشير محمود إلى أن التعايش مع الزلازل يتطلب الاستعداد والالتزام بكود الزلازل واختيار التربة المناسبة للمناطق السكنية ومنع الغش في مواد البناء. يؤكد أن الزلازل التي وقعت خارج الحدود المصرية كانت في مناطق معروفة بنشاطها الزلزالي.
رؤية قسم الزلازل
لا يرى رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية شريف الهادي ما يدعو إلى القلق من تكرار الهزات الأرضية التي شهدتها مصر أخيراً. يؤكد أن الزلزالين اللذين شعرت بهما بعض المناطق المصرية أخيراً كانا من مصدرين مختلفين، الأول على بعد نحو 400 كيلومتر من مرسى مطروح، والثاني على مسافة تقارب 500 كيلومتر من المحافظة ذاتها.
النشاط الزلزالي
يشير الهادي إلى أن النشاط الزلزالي في حوض البحر المتوسط هو نتيجة للتقارب القاري بين أفريقيا وأوروبا. يؤكد أن زلزال عام 1992 لا يتكرر إلا كل 150 عاماً في المنطقة ذاتها، مما يعني أن الجيل الحالي في مصر على الأرجح لن يشهد زلزالاً مماثلاً في الموقع ذاته.

