تطور الصومال وأرض الصومال
تقع أرض الصومال في الجزء الشمالي من جمهورية الصومال، وتحتل موقعًا استراتيجيًا يطل على خليج عدن وباب المندب. مع تنامي الأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة، والتي أصبحت ساحة ساخنة للصراع الدولي حول قضايا الأمن والطاقة وحركة التجارة العالمية، لا سيما مع تصاعد خطر الحوثيين في خليج عدن، ازداد الاهتمام بالإقليم الطامح للاستقلال عن الصومال.
نهاية حلم الصومال الكبير
قسمت القوى الاستعمارية الغربية الصومال إلى عدة أقسام، توزعت بين فرنسا وبريطانيا وإيطاليا. بعد استقلال الصومال الشمالي والجنوبي، اتفق زعماء الصومال الجنوبي والشمالي على الوحدة لتكوين دولة واحدة تُسمى جمهورية الصومال. بيد أن حلم الوحدة وإقامة الصومال الكبير سرعان ما تراجع، بعد استقلال جيبوتي ورفضها الوحدة مع الصومال، وفشلت الحكومة الصومالية في ضم المناطق الصومالية في إثيوبيا وشمال كينيا.
ميزة الجغرافيا والديمغرافيا
لعبت عوامل الجغرافيا والديمغرافيا دورًا كبيرًا في دفع فكرة استقلال إقليم أرض الصومال إلى الأمام. استطاع الإقليم أن يمنع انتقال فوضى الحرب الأهلية الصومالية إلى أراضيه، وذلك بسبب الديمغرافيا، لأن غالبية السكان تنتمي إلى قبيلة إسحاق. أصبحت الجغرافيا عاملًا حاسمًا في اهتمام القوى الإقليمية والدولية بهذا الإقليم غير المعترف به، حيث تحظى أرض الصومال بموقع إستراتيجي مهم على خليج عدن وباب المندب.
لماذا الاعتراف الأحادي الأميركي؟
دفع الصراع الدولي المتصاعد على البحر الأحمر وخليج عدن مراكز التفكير الأميركية لدراسة السبل المختلفة لتعظيم الوجود والنفوذ الأميركي في هذا الممر المائي الهام. دراسة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية السابقة جنداي فريزر، دعت الولايات المتحدة للاعتراف أحاديًا باستقلال الإقليم كدولة مستقلة عن الصومال، مستندة إلى مواقف دبلوماسية سابقة مثل الاعتراف بأستقلال كوسوفو.
تحديات إستراتيجية
الاعتراف الأحادي بأرض الصومال يعني نهاية العالم القديم القائم على السيادة وقدسية الحدود، وبروز عالم جديد أقرب لقانون الغاب، يقوم على القوة والقهر. سيؤدي هذا القرار إلى تأجيج الصراع الدولي على البحر الأحمر، وستصبح هذه المنطقة مجال شد وجذب شديدين بين القوى المختلفة الطامعة في خيرات المنطقة.