يمتلك الدكتور مصطفى الفقي – وهو قيمة دبلوماسية رفيعة- موهبة تضاهي أعظم الحكائين مع رصيد كبير من العلاقات المرتبطة بمناصبه المتعددة وبذكاءه اللامع وتاريخه السياسي الممتد، لكن الحكايات تنتهي والعلاقات تذبل وتتوارى بالقدم والنسيان، وعلى المرء أن يعرف متى يتوقف عن استدعاء الماضي لمجرد البقاء على الشاشات، وفي ظهوراته الكثيرة يضطر الدكتور الفقي، لإثبات أنه يمتلك المعلومات والكواليس كأى سياسي مخضرم لا يستسيغ جملة “لا أعرف لأننى لم أكن موجود”، وهو ما يجعله قد يسقط في فخ التناقض أو نقصان الدقة أو حتى إسباغ وجهة نظر معينة على وقائع تاريخية، ونحن في زمن يصعب فيه التحقق من روايات مات أبطالها، ويمكن إثباتها فقط بالتأريخ المجرد وليس الحكايات والنوادر.