جيل بلا هوية: التحديات التي يواجهها الأطفال السوريون بعد الحرب
قسوة الحرمان
خلال الحرب السورية، تعرض النظام الاجتماعي العام لأزمات متتالية وخضات عنيفة، ألقت بثقلها على الجيل الجديد من الأطفال. أولئك الذين ولدوا في الحرب أو قبلها بقليل، تأثروا بشكل كبير من وجدوا أنفسهم في مناطق المعارضة السابقة، حيث غابت المؤسسات الرسمية التي يفترض أن توفر لهم مقومات الحياة الضرورية.
جيل بلا أوراق وتعليم
تقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من مليون طفل سوري ولدوا كلاجئين في دول الشتات، ولم يحصلوا على شهادات ميلاد وعانوا الفقر والتهميش والجوع وانتهاكات بالجملة. وترافقت أوضاع هؤلاء الأطفال مع دمار معظم المنشآت التعليمية في المناطق التي كانت تسيطر عليها قوى المعارضة.
حلول مقترحة
المتخصص التربوي إياد حسون يرى أن الأطفال السوريين دفعوا أثماناً باهظة خلال الحرب السورية، ويشير إلى بعض الحلول التي يجب تنفيذها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ومن بين هذه الحلول المسارعة إلى البحث في موضوع السجل المدني، وإعادة بناء النظام التعليمي، وتوفير دعم مطلق وغير متناهي للمدارس المدمرة.
الحاجة إلى تجاوز الصدمات
المتخصصة في علم التحليل النفسي ليلى سمعان تشير إلى أن مراعاة الجانب النفسي لهؤلاء الأطفال يجب أن يكون على رأس سلم الاهتمامات والأولويات في مرحلة ما بعد سقوط النظام. إذ إن معظمهم يعاني مشكلات صحية أو نفسية نتيجة ظروف قاسية وغير إنسانية نشأوا فيها مرغمين.
دور مجتمعي متكامل
أطفال الحرب كبروا، ولهؤلاء يجب أن تولى عناية إضافية على صعيد خلق فرص العمل لهم وإشراكهم في الحياة الاجتماعية. وياقترح زيدان مصطفى إطلاق برامج تدريب مهني لهذه الفئة، ومن خلالها تتعلم المهارات الأساسية واللازمة لسوق العمل.
المواجهة الحقيقية
الحقوقي ناظم الأخرس يرى أن مجرد طرح الحلول ليس سبيلاً كافياً للعلاج، فالأزمة شاملة ومعممة، وهي تواجه صعوبات لوجيستية تتطلب وقتاً طويلاً لمعالجتها. ويشير إلى أبرز التحديات التي تواجه الاندماج المجتمعي، من بينها غياب الهوية القانونية، وفجوة أعوام طويلة من انعدام التعليم.
أشبال الخلافة
نشأ آلاف أو عشرات آلاف الأطفال ضمن مناطق تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وقد كانوا الأكثر تأثراً بمحيطهم العميق مما ترك تداعيات واضحة على أسلوب تفكيرهم. ويعتبر هؤلاء الأطفال تهديداً وتحدياً كبيراً للغاية على مستويين: الدولة القائمة، والمجتمع الممزق.
الغربة الداخلية
انسحب الأمر على مناطق أخرى سيطرت عليها جماعات متشددة، فتم تدريب الأطفال على السلاح، وجرى زج كثيرين منهم في سياق المعارك وهم في أعمار المراهقة. هؤلاء الفتية تسللوا مع التحرير إلى المدن، وتجاوز معظمهم السن القانونية، وصارت إمكانية وجودهم ضمن أجهزة الدولة العسكرية والأمنية متاحة في سياق الإعداد السريع.