دور الإعلام في كردستان: تأجيج الأوضاع أو توحيد الصفوف
الإعلام الحزبي والفرقة في الإقليم
لعبت وسائل الإعلام المحلية والدولية دورًا كبيرًا خلال الأزمات التي عصفت بكردستان السياسية منها والاقتصادية. يشير مختصون إلى تورط بعض هذه الوسائل، ولا سيما الحزبية منها، بتأجيج الأوضاع وزرع الفرقة في الإقليم. يؤكد أستاذ الإعلام في السليمانية عباس الجاف أن "وسائل الإعلام الحزبية ساهمت بتأجيج الأوضاع والفرقة في كردستان". يضيف الجاف أن "خطاب وسائل الإعلام الحزبية دائمًا هو تأجيجي ويزرع التفرقة بين أبناء الشعب الكردي".
غياب الرقابة والإجراءات الرادعة
يرى الجاف أن هناك الكثير من المؤسسات التي تفتقر إلى أخلاقيات العمل الإعلامي والخطاب الذي يستند على الثقافة ويحرص على السلم المجتمعي. يعود原因 هذا إلى غياب الرقابة والإجراءات الرادعة. ي认为 أن تشديد العقوبات بحق من يتجاوز على السلم المجتمعي ويحاول إثارة النعرات أمر ضروري. كما يدعو إلى وضع قانون جديد ينظم عمل المؤسسات الإعلامية في الإقليم.
طرف محوري في الأزمة
حذرت رئيسة البرلمان الكردستاني المنحل ريواز فائق من انعكاسات خطيرة لاتساع رقعة التشهير والشتائم في الإعلام على المجتمع الكردي. يشير إلى أن “معجم الكراهية والشتائم يكاد يتحول إلى تقاليد اجتماعية سائدة وعرف قائم في إقليم كردستان العراق". يبرز الإعلام طرفًا محوريًا في تصاعد الخلافات الكردية ـ الكردية على امتداد إقليم كردستان العراق بين الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الذي يتزعمه بافل طالباني.
أزمة تنذر بتفكك المجتمع الكردي
تظهر أزمة تنذر بتفكك المجتمع الكردي، لا سيما وأن هناك العشرات من الصفحات والمجموعات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي مدعومة ماليًا وسياسيًا، تعمل وفق أجندة سياسية مدروسة للنيل من الخصوم وتسقيطهم. ينتقد صحافيون في إقليم كردستان "أداء الصحافة لأنها تخضع للأجندات السياسية وتسعى لتحقيق مآرب الأحزاب أكثر من دورها في توحيد الكرد ورأب الصدع".
تراجع حرية الصحافة
حسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، تراجع العراق 9 مراتب إلى الوراء في مؤشر حرية الصحافة للعام الماضي، وحل بالمرتبة 172 بين 180 دولة ومنطقة، وقبلها كان في 163. رصد تقرير المنظمة للعام الماضي تسجيل كردستان "الانتهاكات الأخطر" على مستوى العراق باستمرار سجن صحافيين بتهم "التجسس وتخريب النظام" أو "التآمر على حكومة الإقليم". جاءت أربيل ثانيًا بـ 73 انتهاكا بعد بغداد التي شهدت أعلى الانتهاكات بـ 80 حالة.