التهابات العيون: الأسباب والأعراض والعلاج
العين من الأعضاء الحساسة في جسم الإنسان وكونها من الأجهزة الخارجية فإنها تتعرض بشكل كبير لعوامل مُمرضة ومتعددة وأبرزها العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية أو الطفيلية، ما يتسبب في الإصابة بالالتهابات ويؤثر سلباً على آليات الدفاع الخاصة بالعين والتي تشمل الدموع، الرموش والجفون.
أسباب التهابات العيون
يقول د.أحمد شبانة، أخصائي طب العيون: إن التهابات العيون، من المشكلات الشائعة وعلى الرغم من تصنيفها ضمن الحالات البسيطة من حيث الأعراض والعلاج، إلا أن هناك بعض الحالات تكون شديدة ومزمنة وتؤثر على صحة النظر وتعتبر التهابات العيون رد فعل مناعياً عند تعرضها للمسببات الخارجية سواء بكتيرية، فيروسية أو تحسسية.
ويتابع: تصيب التهابات العيون الأشخاص من كافة الأعمار وتستهدف الملتحمة أو القرنية وبعض الأحيان الشبكية في الحالات الصعبة وتتمثل الأعراض عادة في الاحمرار والحكة والإفرازات وربما يعاني المريض من اضطرابات الرؤية.
يوضح د.شبانة: أن التهابات العين تحدث نتيجة للعدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية وتُصيب طبقات العين المختلفة وأشهرهم الملتحمة، كما تُعد الحساسية الناجمة عن تعرض العين للغبار والأتربة أحد الأسباب الشائعة، بالإضافة إلى ارتداء العدسات اللاصقة بشكل خاطئ أو عدم الاهتمام بقواعد التنظيف والسلامة الخاصة بها وكذلك الأمراض المناعية مثل الروماتويد والتي تعتبر من أشد أنواع الالتهاب.
أنواع التهابات العيون
يذكر د.شبانة أن أنواع الالتهابات التي تصيب العين فهي تتراوح بين البسيطة والشديدة وتشمل الآتي:
• التهاب الملتحمة الذي يعد الأكثر شيوعاً ويصاحبه احمرار وحكه ويتم التداوي ببعض العلاجات البسيطة.
• الالتهاب الذي يستهدف طبقات القرنية يجب علاجه مباشرة كونه يتسبب في بعض الحالات بالتأثير السلبي على صحة النظر.
• الالتهاب القزحي الذي ينجم عادة ينتج عن الأمراض المناعية ويستلزم علاجه فترات طويله.
• التهاب الكيس الدمعي الذي ينتج عن عدوى بكتيرية ويسبب انسداد في قنوات الدمع.
أعراض وتشخيص التهابات العيون
يبين د.محمود السنباوي، أخصائي طب وجراحة العيون، أن أعراض التهابات العين تتنوع باختلاف السبب الكامن وراءها وعادة ما تؤثر على عين واحدة أو كلتيهما، وتتراوح شدتها بين الخفيفة والشديدة وتشمل العلامات الشائعة احمرار العين والألم وكثرة الدموع أو الإفرازات وعدم وضوح الرؤية والحساسية للضوء والشعور بوجود رمل أو حرقة في العين وفي بعض الحالات ويتعرض البعض لتورم الجفون أو تقشرها وخاصةً عند الاستيقاظ.
يشير د.السنباوي إلى أن التهابات العيون يمكن أن تصيف الأشخاص من كافة المراحل العمرية، إلا أن الأطفال هم الفئات الأكثر تضرراً والإصابة بالتهاب الملتحمة الفيروسي، بسبب كثرة ملامسة العين باليد والتعرض للعوامل الخارجية في المدارس، كما تستهدف الإصابة بالتهاب القرنية البكتيري الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة، وخاصة في حال عدم تنظيفها بشكل صحيح وتظهر الالتهابات أيضاً لدى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والمصابين بأمراض العيون المزمنة والمتعرضين للمياه أو البيئات الملوثة والعاملون في مجال الرعاية الصحية.
يوضح د.السنباوي أن تشخيص التهابات العين يتم عادة عن طريق الفحص الشامل في عيادة الطبيب المختص، لتقييم الأعراض وفحص العين باستخدام مجهر المصباح الشقي وربما تحتاج بعض الحالات لإجراء اختبار صبغة الفلوريسين لتحديد إصابة القرنية وفي بعض الحالات، يتم أخذ عينة من إفرازات العين لإجراء اختبارات للكشف عن العامل المُسبِب، سواء كان فيروسياً أو بكتيرياً أو فطرياً، لاختيار العلاج المناسب ومنع المضاعفات.
مضاعفات وعلاج التهابات العيون
تلفت د.ساشوانثي موهان أخصائية طب العيون، إلى أن التهابات العين تبدو بسيطة في البداية ولكن إذا تُركت دون علاج، فإنها تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، حيث تسبب الالتهابات البكتيرية قرحات في القرنية وتندباً دائماً، بينما الالتهابات الفيروسية وخاصة الناتجة عن فيروس الهربس، فإنها تؤثر على الطبقات العميقة من العين، ما يُهدد الرؤية على المدى الطويل، أما الالتهابات الفطرية أو الطفيلية، فعلى الرغم من ندرتها ولكنها تكون عدوانية وصعبة التداوي وفي بعض الحالات يمكن أن تنتشر العدوى خارج العين، مسببة التهاب النسيج الخلوي حول الحجاج أو أمراضاً جهازية ويعد التشخيص المبكر والعلاج المناسب أمرين حاسمين لتجنب هذه المضاعفات.
وتشير د.ساشوانثي موهان إلى أن اتباع النهج الوقائي في نظافة العين، من أهم سبل الحماية من الالتهابات، كما يفيد تلقي الرعاية المبكرة والعلاج في الوقت المناسب، في إحداث فرقاً كبيراً في الحفاظ على البصر وتختلف طرق التداوي منها بحسب نوع وشدة الإصابة، وتتنوع الخيارات العلاجية كالآتي:
• تُعالج الالتهابات البكتيرية بقطرات أو مراهم مضادة للبكتيريا وتتطلب حالات العدوى الشديدة استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم.
• تزول الالتهابات الفيروسية في الغالب من تلقاء نفسها وتُعالج بالرعاية الداعمة مثل القطرات المرطبة والكمادات الباردة، أما الالتهابات الناتجة عن الهربس تتطلب أدوية مضادة للفيروسات.
• يتم تداوي الالتهابات الفطرية بقطرات مضادة للفطريات أو بأدوية جهازية وغالباً ما يكون هناك داعٍ إلى علاج طويل ومتابعة دقيقة.
• تحتاج الالتهابات الطفيلية (مثل الأكانثاميبا) إلى قطرات خاصة مضادة للأميبا، وغالباً ما تُستخدم لعدة أشهر.
• يُعالج التهاب الملتحمة التحسسي (غير معدٍ) بقطرات مضادة للهستامين أو مضادة للالتهاب حسب شدة الحالة.
نصائح لتجنب الإصابة بالتهابات العيون
ينصح الخبراء بتطبيق طرق الحماية والوقاية من خلال اتباع إجراءات النظافة العامة، للحد من التعرض للإصابة بالتهابات العين وتسرع من عملية الشفاء، ومن بينها:
1. الحرص على غسيل اليدين جيداً قبل لمس العين.
2. عدم مشاركة المناشف أو مستحضرات التجميل أو أدوية العين مع الآخرين.
3. اتباع تعليمات النظ