معسكر سعد.. ماضٍ حافل و حاضر مؤلم
شكل "معسكر سعد" أهم وأكبر قلاع الجيش السابق، شرق العراق ضمن محافظة ديالى، والذي أنشئ منذ عقود وكان البوابة الأهم لحرب الثمانينات وخط الإمداد الرئيس قبل أن يتعرض إلى تدمير أغلب أجزائه بعد نيسان 2003 ليتحول إلى ملاذ لمئات الأسر الهاربة من نزوح مناطق الـ140 ضمن حدود المحافظة.
قصص مؤلمة
ويقول عبد الغفور أبو أحمد من سكان معسكر سعد، إن "قصتنا مؤلمة وتبدأ أولى فصولها من تهجيرنا من مناطق في أطراف خانقين (100كم شمال شرق بعقوبة) في 2003، وانتقالنا إلى معسكر سعد الذي كان مجرد أطلال لنختبئ بين جدرانه طيلة أكثر من 20 سنة بحثًا عن الأمن والاستقرار".
مستقبل غير مؤكد
وأضاف، أن "الإرهاب والفقر لم ينجح في دفعنا من الخروج من أطلال معسكر سعد لكن الاستثمار كان أقوى والآن هناك محاولات لأخراجنا رغم أننا تحت خط الفقر وليس لدينا أي بدائل".
إخلاء 900 أسرة
أما أم محمد (أرملة) – مسؤولة عن أسرة من 7 أفراد – قالت إن "مصير 900 أسرة في تمام المجهول بعد إبلاغنا بضرورة إخلاء المعسكر لأنه أُهيل للاستثمار مؤخرًا".
مطالب بإيجاد حلول إنسانية
وأضافت "لابد من إجراء تقييم للأسر وتعويض الفقيرة منها والتي لا تملك أي معيل أو منزل حتى لا تتعاظم مأساتها بعد ترحيلها"، لافتة إلى أن "الأسَر تواجه التهجير الثالث بعد تهجيرها من خانقين ضمن حمرين والآن معسكر سعد وهذا حال أغلب الأسر".
جهود لإيجاد حلول
من جانبه أقر قائممقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي بأن "قرابة 300-400 دونم من معسكر سعد أحيل فعلا للاستثمار مؤخرًا وتم مخاطبتهم بشكل رسمي في ضرورة إخلاء الأسر التي تسكن أطلاله والتي تصل إلى 900 أسرة".
مطالب بالتعاون الحكومي
وأضاف: "نسعى من خلال مخاطبات مع الجهات الرسمية في ديالى والحكومة المركزية لإيجاد حل للأسر وفق مبدأ إنساني خاصة وأن الأسر هي بالأساس مهجرة من مناطق 140 وأغلبها تحت خط الفقر وإن إخلاء المعسكر يجب أن تسبقه حلول إنسانية تؤمن حياة البسطاء والفقراء من خلال خارطة طريق واضحة المعالم".