إعلان "هذا ليس قمراً…"
لا يا أوبي وان، إنه ليس كذلك
الواقع يصعب أحياناً التمييز بين السخرية والواقع، خاصةً عندما تتعامل مع إعلانات غريبة. في هذه الأيام، يصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مجرد سخرية. في الحقيقة هذه صفحة البيت الأبيض الرسمية التي قامت بنشر صورة مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفتول العضلات ويشهر سيفاً أحمر.
التفسير
في هذه الصورة، هناك الكثير من الأمور التي تستحق التوقف عندها، لكن هناك عنصر واحد لفت الانتباه بقوة، حتى أكثر من عضلات ترامب المبالغ بها: السيف الضوئي الأحمر الذي يحمله. فالجميع، حتى أقل عشاق "حرب النجوم" معرفة بالسلسلة، يعلم أن اللون الأحمر هو اللون التقليدي لدى أعداء القصة، وخاصةً سادة الظلام (Sith Lords).
الصورة الرمزية
وقد صرّح جورج لوكاس، مبتكر السلسلة، سابقاً أن ألوان السيف الضوئية تعكس طبيعة الشخصيات، فقال: "الأبطال يحملون السيف الأزرق والأخضر، أما الأشرار فهم من يحمل السيف الأحمر." وفي هذه الصورة ليس هناك حاجة لتفكير عميق، إذ تظهر الصورة أنها تحمل نوعاً من الانقلاب الرمزي على الذات؛ إذ تضع ترامب في هيئة الشخصية الشريرة التي يدّعي أنه يحاربها.
ردود الأفعال
وفي هذا السياق، علق أحد مستخدمي منصة "أكس" على الصورة قائلاً: من المثير للسخرية غياب الوعي الذاتي والنفاق حين تُطلق تسمية ‘الإمبراطورية’ على اليسار، بينما يظهر ترامب مع سيف ضوئي أحمر كأنه أحد سادة الظلام." فيما حاول بعض المعلقين تبرير اختيار اللون الأحمر بأنّه يرمز إلى الحزب الجمهوري، وبالتالي فهو مناسب.
الذكاء الاصطناعي
ولا يمكن اعتبار هذا الخطأ مفاجئاً، خصوصاً مع ما هو معروف عن ضعف اطلاع ترامب على الثقافة العامة، وهو أمر ظهر مراراً خلال حملاته الانتخابية، سواء من خلال إشاراته المتكررة وغير الدقيقة إلى شخصية هانيبال ليكتر، أو عبر استخدامه غير الموفق لعدد من الإحالات الثقافية والأدبية. والتي يحاول من خلالها استغلال رموز ثقافية شعبية، لتنتهي بنتائج عكسية وتكشف عن نقص حقيقي في الفهم الثقافي لدى ترامب وفريقه، واستخدام استراتيجيات تخويفية مشوشة لا تمتلك تماسكاً منطقياً.
الخلاصة
وسواءً كانت الصورة تظهر ترامب على شكل "بابا افتراضي" أو مفتول العضلات، فإن الأمر بات واضحاً للجميع: أن إدارة ترامب تُظهر انحرافاً واضحاً عن أساليب التواصل الرسمية التي كانت سائدة في البيت الأبيض سابقاً. بل وحتى استخدام الذكاء الاصطناعي نفسه أصبح يُبرزهم بمظهر الأشرار.