ظاهرة غسل الأموال من خلال عقود الزواج في العراق
تسببت ظاهرة استخدام عقود الزواج ذات المهور المرتفعة لغسل الأموال في العراق في حدوث قلق اجتماعي و قانوني. حيث كشفت بعض الحالات عن عقود زواج تتضمن مهوراً ضخمة تصل إلى مليار دينار عراقي أو أكثر، تليها حالات طلاق سريعة بهدف تحويل تلك المبالغ إلى أحد الأطراف. هذا الوضع يثير العديد من التساؤلات حول مصدر الأموال المتداولة وأهداف الزواج الفعلية.
إجراءات مجلس القضاء الأعلى
في مواجهة هذه الظاهرة، أصدر مجلس القضاء الأعلى تعليمات للمحاكم بضرورة التحقق من مصدر الأموال في حالات المهور المرتفعة. إذا لم يقتنع القاضي بمشروعية مصدر الأموال أو بعدم وجود نية حقيقية للزواج، تتم إحالة الأطراف إلى مكتب مكافحة غسل الأموال لإجراء التحقيقات اللازمة. كما أصدر المجلس تعميماً عاجلاً إلى محاكم التمييز والادعاء العام وجميع محاكم الاستئناف، يحذر فيه من استغلال محاكم الأحوال الشخصية في ارتكاب جرائم غسل الأموال.
تحد جديد للقضاء العراقي
يشير خبراء قانونيون إلى أن القانون العراقي لا يعين حداً أقصى للمهور، مما يفتح المجال لاستغلال هذه الثغرة في عمليات غسل الأموال. كما أن غياب المتطلبات القانونية التي تلزم الأطراف بإثبات مصدر الأموال في عقود الزواج يسهل تنفيذ مثل هذه العمليات. وقد سجل العراق زيادة ملحوظة في المهور خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت بعض عقود الزواج تتضمن مهوراً تتجاوز مليار دينار عراقي.
التحديات الاجتماعية والقانونية
تُعد هذه الظاهرة تحدياً جديداً للسلطات العراقية في مجال مكافحة غسل الأموال. وتتطلب مواجهتها تعزيز الإجراءات القانونية والرقابية لضمان شفافية المعاملات المالية المرتبطة بعقود الزواج، وحماية النظام المالي من الاستغلال. كما تُظهر دراسات ومتابعات اجتماعية أن المهور الخيالية في بعض الحالات لا تعكس القدرة المالية الحقيقية للأطراف، بل تُستخدم وسيلة لإثبات المكانة الاجتماعية، وهناك حالات تُدرج فيها المهور العالية بغرض غسل الأموال عبر الطلاق السريع وتحويل المهر لأحد الأطراف.