تأثير الفلاتر على الرجال: بين القبول الاجتماعي والإدمان
رفض مجتمعي
في السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة استخدام الرجال للفلاتر التجميلية في صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي شائعة بشكل متزايد. هذا الاتجاه الجديد واجه رفضاً مجتمعياً، حيث يرى البعض أن اهتمام الرجال بالمظهر الخارجي يتعارض مع القيم التقليدية للرجولة. يُعتبر استخدام الفلاتر على أنه يتعارض مع الصلابة والقوة التي يُتوقع من الرجال أن يمتلكوها.
الرغبة في القبول الاجتماعي
يفسر استشاري الطب النفسي عبدالله المضيان سبب لجوء الرجال للفلاتر التجميلية بالرغبة في القبول الاجتماعي. يحتاج الإنسان بطبيعته إلى القبول والانتماء، واستخدام الفلاتر قد يعزز من فرص الحصول على تفاعل إيجابي وتعليقات داعمة ومجاراة للضغوط الاجتماعية في عالم تسيطر عليه معايير جمالية صارمة ومثالية. يشعر بعض الرجال بأن تحسين مظهرهم واجب لتحقيق المنافسة أو الظهور بصورة مواكبة.
إدمان القناع
مع كثرة استخدام الفلاتر، وجد الرجل نفسه أسيراً لصورته المثالية. صار يسعى إلى جعل هذا القناع الافتراضي واقعاً، عززت ذلك رغبته في إجراء تحسينات تجميلية. قال جراح تجميل الوجه محمد الثمالي إن الفلاتر جعلت كثيراً من الرجال يرون أن هذه الصورة المثالية قابلة للتحقيق عبر الطب التجميلي سواء جراحة أو غيرها.
التأثير على الصحة النفسية
يمكن أن يؤدي استخدام الفلاتر إلى خلق فجوة بين صورة الرجل الواقعية وصورته الرقمية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في تقدير الذات والشعور بعدم الرضا عن الهوية الحقيقية. يُشير استشاري الطب النفسي إلى أن استخدام الفلاتر بصورة مفرطة يمكن أن يعكس مشكلة أعمق تتعلق بصورة الذات وتقدير النفس.
التجميل كحل دائم
أشار جراح تجميل الوجه محمد سعيد خان إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصة للمؤثرين والمشاهير من الرجال لمشاركة تجاربهم التجميلية علناً، وهذه الشفافية تسهم في تقليل الوصمة المحيطة بجماليات الرجال، وتشجع آخرين على التفكير في خوض تجارب مشابهة. يتجه الكثيرون إلى إجراء عمليات تجميل لتحقيق الصورة المثالية التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي.
الخلاصة
يبدو أن استخدام الفلاتر التجميلية بين الرجال يعتبر ظاهرة متزايدة، مدفوعة بالرغبة في القبول الاجتماعي والشعور بالثقة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الاتجاه إلى مشاكل نفسية وضغوط اجتماعية إضافية. يعتبر فهم وتحليل هذه الظاهرة ضرورياً لتقديم دعم نفسي صحي للرجال الذين يعانون من تأثيراتها السلبية.