الروبوتات تُسيطر على الانترنت
دخلت شبكة الإنترنت حقبة جديدة، حيث أصبحت عمليات التصفح الآلية، أكثر من تلك التي يجريها المستخدمون الحقيقيون من البشر، وفقاً لمنصة “تك رادار” المتخصصة في أخبار التكنولوجيا.
ويُشير تقرير لشركة Radware المتخصصة في الأمن السيبراني حول تهديدات “بوتات” التجارة الإلكترونية لعام 2025، إلى أن غالبية عمليات تصفح المتاجر الإلكترونية خلال موسم أعياد 2024 لم تكن من البشر، بل من الروبوتات.
ولأول مرة، شكلت البرامج الآلية -بدءاً من النصوص البرمجية البسيطة ووصولاً إلى الوكلاء الرقميين المُحسّنين بالذكاء الاصطناعي- 57% من إجمالي حركة التصفح، متجاوزةً بذلك الزوار البشريين على مواقع التجارة الإلكترونية.
الروبوتات تزداد ذكاءً
ويُسلّط التقرير الضوء على التطور المُستمر لـ”الروبوتات” الخبيثة، حيث يستخدم ما يقرب من 60% منها الآن استراتيجيات سلوكية مُصممة للتهرب من اكتشافها، مثل تغيير عناوين IP والهويات، واستخدام قواعد بيانات لتجاوز الاختبارات المعروفة باسم CAPTCHA، ومحاكاة أنماط التصفح البشرية، مما يُصعّب تحديدها بدون أدوات مُتقدمة.
والوسيلة الوحيدة الفعالة لمواجهة هذه الروبوتات، هي الكشف عنها بأنظمة بنفس القدر من الذكاء، أي أنظمة دفاع مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي القادرة على التعلّم والتكيّف.
وذكر التقرير أنه “يجب على الشركات إعادة تقييم حزمة الأمان الخاصة بها والتطلع إلى ما هو أبعد من الأنظمة الأساسية، إلى حلول توفر حماية متقدمة من هجمات حجب الخدمة (DDoS) ومراقبة ذكية لحركة المرور”.
ويقول رون ميران، نائب رئيس قسم استخبارات التهديدات السيبرانية في شركة Radware: “لم تعد الروبوتات الخبيثة تعتمد على نصوص برمجية بسيطة فحسب، بل هي آلية معززة بالذكاء الاصطناعي وقادرة على التفوق على الدفاعات التقليدية”.
الخطر المحدق
وأضاف ميران: “سيجد مزودو التجارة الإلكترونية وتجار التجزئة عبر الإنترنت الذين يعتمدون على إجراءات أمنية تقليدية أنفسهم معرضين للخطر بشكل متزايد، ليس فقط خلال العطلات، بل على مدار العام”.
كما يُحذر التقرير من اندماج الروبوتات في حركة الإنترنت اليومية. إذ أن زيادة بنسبة 32% في الهجمات من شبكات الوكلاء تُصعّب على مواقع التجارة الإلكترونية تطبيق تقنيات تحديد السرعة أو تحديد المواقع الجغرافية التقليدية.
ولعلّ التطور الأكثر إثارة للقلق، هو ظهور حملات تجمع بين الروبوتات والثغرات الأمنية التقليدية والهجمات التي تستهدف واجهات برمجة التطبيقات، وتتجاوز أهدافها مجرد جمع الأسعار أو استخدام البيانات الشخصية المسروقة، بل تهدف إلى تعطيل المواقع تماماً.