عودة الحياة إلى السودان بعد عامين من الصراع
عودة المهدي إلى منزله
بعد عامين من النزوح، عاد مهدي عبد العزيز أخيراً إلى منزله في ضاحية شرق النيل شرقي الخرطوم. هذا جاء بعد أن استعاد الجيش السيطرة على المنطقة من قوات الدعم السريع. وخلال فترة نزحه، تنقل عبد العزيز بين عدة مدن في وسط وشرق السودان، واضطر إلى الفرار من مكان إقامته ثلاث مرات منذ بداية الحرب في منتصف أبريل 2023.
رحلات العودة الطوعية
مع توالي انتصارات الجيش في عدة ولايات، بدأت رحلات عودة النازحين الطوعية مرة أخرى، خاصة من دول الجوار مثل مصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان. وتزايدت هذه الرحلات في الأسابيع الأخيرة، وبدأت تنعكس على مظاهر الحياة في بعض الولايات لا سيما الخرطوم، وسط حراك نسبي في بعض مناطق العاصمة التي بدأت تعود تدريجياً إلى الحياة مرة أخرى.
تحديات في الولايات
على الرغم من العودة إلى الحياة في بعض المناطق، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تعيق تدفق المزيد من النازحين واللاجئين إلى السودان. وتشمل هذه التحديات الوضع الأمني، ونقص الخدمات مثل الكهرباء والمياه والصحة وشبكات الاتصالات والسلع الغذائية ووسائل النقل الداخلية. وتختلف الأوضاع نسبياً في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش مقارنة بالخرطوم، إذ تعاني ولايات الشمال والجنوب الشرقي والوسط من أزمات مشابهة، ولكن بدرجات متفاوتة.
إعادة الإعمار
الطيب سعد الدين، الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية الخرطوم، قال إن "السلطات تعمل على إعادة الإعمار، وإزالة الأنقاض وفتح الشوارع ودفن جثامين الضحايا من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في مدن العاصمة". وأضاف أن حكومة الخرطوم قطعت شوطاً كبيراً في تنظيف منطقة وسط الخرطوم، وتأهيل أكبر 3 شوارع بشرق العاصمة.
أزمات في الولايات
المعاناة من انقطاع الكهرباء والمياه والغلاء لا تقتصر على المناطق التي شهدت اشتباكات فقط، ولكنها واضحة أيضاً في الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش سواء التي لم تصلها الاشتباكات مثل نهر النيل والشمالية شمالاً والقضارف وكسلا والبحر الأحمر شرقاً، أو تلك التي جرى استردادها من قوات الدعم السريع وسط البلاد كالجزيرة وسنار وأجزاء من النيل الأبيض وشمال كردفان.
عودة آلاف السودانيين
أفادت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، بعودة قرابة 50 ألف سوداني من مصر، خلال أبريل الجاري، ليرتفع عدد العائدين إلى حوالي 165 ألفاً. وذكرت منظمة الهجرة، الاثنين، إن 49 ألفاً و800 سوداني عادوا من مصر هذا الشهر، مقارنة بـ 20216 في مارس الماضي.
تحديات توفير الخدمات
حافظ النور يحلم بالعودة أيضاً إلى السودان، بعدما لجأ إلى أوغندا قبل أكثر من عام، في أعقاب اجتياح قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023. وقال النور: "لا يوجد ما يدعوني للبقاء في أوغندا، بعدما سيطر الجيش على ولاية الجزيرة التي أصبحت بعيدة عن دائرة الخطر"، معتبراً أن "تحديات توفير الخدمات مقدور عليها بعد استتباب الأمن".