الأزمة التجارية العالمية: تحدي النظام العالمي
يتجه قادة الاقتصاد وكبار المسؤولين الماليين حول العالم إلى واشنطن لحضور اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهما المؤسستان الماليتان العالميتان اللتان يقع مقرهما الرئيسي في واشنطن. هذه الاجتماعات تأتي في ظل أزمة تجارية عالمية هي الأسوأ خلال قرن، وتشكل العاصمة الأميركية خلفية مضطربة لهذه الاجتماعات.
حرب الرسوم الجمركية
حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم تقتصر على إرباك الأسواق وإثارة المخاوف من ركود اقتصادي، بل وصلت إلى حد التشكيك في دور الولايات المتحدة القيادي في الاقتصاد والأمن العالميين. هذا الدور شكّل أحد أعمدة النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية.
مبادرات تقارب مع الصين
الصين المنافس الأقرب للولايات المتحدة، هي الهدف الرئيسي لترمب، الذي يعتقد أنها استفادت بشكل غير عادل من العولمة ومن التجارة الحرة على حساب الاقتصاد الأميركي. انضمت بكين إلى النادي النخبوي لمصدري العملات الاحتياطية النقدية في صندوق النقد الدولي قبل أقل من عقد من الزمن، وتملك اليوم فرصة لتعزيز قوتها الناعمة ونفوذها العالمي.
تخفيض الرسوم الجمركية
أجرت اقتصادات كبرى مثل المملكة المتحدة وألمانيا واليابان بالفعل محادثات مع فريق ترمب منذ تصاعد الحرب التجارية. على سبيل المثال، يتوجه مسؤولون بريطانيون إلى واشنطن سعياً للحصول على خفض في الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات، وكذلك لإعفاء من الزيادات المتوقعة في الرسوم على الأدوية.
نظام "بريتون وودز"
أما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نفسيهما، فهما في مرمى النيران– ويدركان ذلك جيداً. أمر ترمب بمراجعة عضوية الولايات المتحدة الأميركية في الهيئات متعددة الأطراف بحلول شهر أغسطس المقبل.
تراجع دور صندوق النقد الدولي
ترى خيمينا زونيغا من "بلومبرغ إيكونوميكس" أن احتمال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية تماماً من صندوق النقد الدولي تبقى منخفضة. لكنها خلصت في تحليل حديث إلى أن الصندوق على الأرجح سيواجه تراجعاً في مكانته، نتيجة التصدعات الجيوسياسية، وانكفاء الولايات المتحدة الأميركية على نفسها، وتراجع الموارد مقارنة بأجزاء أخرى من شبكة الأمان المالي العالمية.