تتميز كندا بالمناظر الطبيعية الخلابة والمناطق البرية الممتدة على مساحات شاسعة، وتعتبر غابة هاليبرتون واحدة من تلك المناطق التي يمكن للسياح استكشافها. يمكن للزوار التنزه في غابة هاليبرتون عبر ممشى قمم الأشجار “Canopy Walk”، الذي يوفر تجربة فريدة ومثيرة.
تغطي أشجار القيقب الأرض بظلالها، وتختفي الأرض في العمق تحت الممشى الخشبي. يظهر لحاء أشجار البتولا الصفراء بشكل متأكل، وكأنه ثعابين قد تخلصت من جلودها. تبرز أشجار الصنوبر بأرتفاعها الكبير، مما يجعلها مناسبة لاستخدامها في صناعة صواري السفن.
يصل ارتفاع ممشى قمم الأشجار إلى 20 مترًا، وفرصة رائعة للتنزه بأمان. تم إنشاء هذا الممشى في البداية لأغراض علمية، حيث كان من الصعب على العلماء مشاهدة الغابة بسبب الأشجار. ومع ذلك، يمكن دراسة الغابة بشكل أفضل من الأعلى، وقد اكتشف الباحثون خمسة أنواع من الدبابير التي لم يتم توثيقها من قبل.
تتميز غابة هاليبرتون بأجواء برية، حيث تعيش الدببة السوداء. ومع ذلك، يمكن الوصول إلى الغابة بسهولة وتنظيم، حيث تنظم العديد من عروض الأنشطة في الهواء الطلق مع مرشدين سياحيين.
تتكون غابة هاليبرتون من فسيفساء طبيعية على مساحة 450 كيلومترًا مربعًا، وتنتشر بها المستنقعات والجداول المائية والبحيرات الصغيرة. يمكن للسياح النوم في المخيمات أو الشقق أو الكابينات الخشبية الريفية أو على ضفة البحيرة.
يوجد مركز للثعالب في الغابة، حيث يمكن للزوار مشاهدة الثعالب في مساحة كبيرة مخصصة لهم. تُقدم جولات سياحية للاطلاع على الثعالب، حيث تُصاحب الزوار من قبل مرشدة سياحية، وتُعرف نفسها باسم “عواء الثعلب”.
تعد غابة هاليبرتون غنية بالمسارات الطويلة للمشي ورشبكة من الطرق الجبلية، التي يمكن الوصول إليها بواسطة الدراجات الجبلية أو السيارات. الجزء الشمالي من الغابة غير مسيّج، وتمتد إلى محمية مقاطعة “ألجونكوين”. تتميز هذه المنطقة بكونها أقل ازدحامًا بالزوار، خاصة خلال ذروة الموسم السياحي في الصيف.
تعد الدببة السوداء والثعالب من بين الحيوانات التي تعيش في غابة هاليبرتون. يمكن رؤية فطريات الأشجار وآثار الثعالب والنباتات المفترسة، التي تجذب الحشرات إلى فخاخها.
يركز علم الغابات آدم جورجوليفسكي على تنسيق المشروعات البحثية في غابة هاليبرتون. ويُشير إلى أن وجود أعداد كبيرة من حيوان السلمندر يدل على صحة الغابة.
تعد غابة هاليبرتون وجهة مثالية لمن يبحث عن المغامرة والاستكشاف في الطبيعة. ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن أشجار الزان بسبب مرض لحاء أشجار الزان. يتوقع علماء الغابات أن تموت هذه الأشجار خلال السنوات العشر القادمة.
في المقابل، يتوقع علماء الغابات نموًا جديدًا في الغابة، حيث يتم إنتاج شراب القيقب الخاص بالمتنزه في الفترة من فبراير إلى أبريل.