تنافس شرس بين كوكاكولا وبيبسي
لعقود من الزمن، تنافست علامتا بيبسي وكوكاكولا على صدارة سوق المشروبات الغازية، في معركة شرسة لم تهدأ يوماً، استخدمت خلالها الشركتان، كل ما في جعبتهما من إعلانات مبتكرة واستراتيجيات وأساليب تسويق ذكية. ولكن وفي قلب المعركة التقليدية بين كوكاكولا وبيبسي، جاءت السياسة التجارية التي تعتمدها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتمنح كوكاكولا تفوقاً على بيبسي من ناحية تكاليف الإنتاج.
خطة ضريبية تنقلب على بيبسي
الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المئة التي فرضتها أميركا على البضائع المستوردة من كافة دول العالم، ستتسبب في زيادة تكاليف مشروب بيبسي داخل السوق الأميركية، وذلك كون "الوصفة السرية" لهذا المشروب، يتم تصنيعها خارج أميركا، في حين أن هذا الوضع لا ينطبق على مشروبات كوكاكولا.
بيبسي في وضع صعب
بدأت شركة بيبسيكو المالكة لعلامة بيبسي، منذ أكثر من 50 عاماً وتحديداً في عام 1974، بإنتاج "المركّزات" الخاصة بمشروباتها الغازية في أيرلندا، وذلك بهدف الإستفادة من الضريبة المنخفضة، التي تفرضها الحكومة على الشركات العاملة في البلاد. ولكن خطة بيبسيكو لتوفير الضرائب جاءت بنتائج عكسية في 2025، حيث باتت "مركّزات" بيبسي المنتجة في أيرلندا، تخضع لرسوم جمركية بنسبة 10 في المئة عند إدخالها إلى الولايات المتحدة.
ما هي "مركّزات" المشروبات ؟
"مركّزات" المشروبات الغازية هي السوائل المركّزة التي تحتوي على النكهات، والمكوّنات الأساسية الخاصة بكل مشروب، وتُعتبر بمثابة "الوصفة السرية" التي تُميز كل علامة تجارية عن الأخرى. ويتم تصنيع "المركّزات" في منشآت خاصة، ثم تُنقل إلى مصانع التعبئة حيث تُخفف بالماء وتُضاف إليها الغازات والمُحليات.
لماذا لا تستطيع بيبسي خسارة أميركا؟
تُعدّ الولايات المتحدة من أكبر الأسواق العالمية لاستهلاك المشروبات الغازية، حيث يستهلك المواطن الأميركي في المتوسط ما بين 147 و154 لتراً من المشروبات الغازية سنوياً، وهذا الاستهلاك الضخم يجعل السوق الأميركية التي ستبلغ مبيعات المشروبات الغازية فيها 388 مليار دولار في 2025، حيوية للغاية لشركات المشروبات الغازية مثل بيبسي وكوكاكولا.
ثبات كوكاكولا وتراجع بيبسي
حافظت كوكاكولا منذ عام 1995 وحتى 2024 على حصة سوقية تتراوح بين 17 و20 في المئة في أميركا، في حين تراجعت حصة بيبسي من 15 في المئة في 1995 إلى أكثر من 8 في المئة في 2024، لتتعادل مع مشروب "دكتور بيبر" من حيث الحصة السوقية.
حلول يمكن اللجوء إليها
أمام بيبسيكو عدة حلول يمكن اللجوء إليها، الحل الأول يتمثل بنقل جزء من إنتاج "مركّزات" مشروبات بيبسي إلى داخل الولايات المتحدة أو إلى مناطق تُعدّ جمركياً جزءاً من السوق الأميركية مثل بورتوريكو، على غرار ما تفعله كوكاكولا، وهذ الحل يتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة، لكنه يحصّن سلسلة الإمداد من الصدمات الجمركية المستقبلية.