الصراع في الشرق الأوسط وآثاره على العراق
خلفية الصراع
صدى الصراع في الشرق الأوسط بدأ يتردد في أرجاء المنطقة، والعراق ليس استثناء، بل هو في قلب العاصفة ربما، نظراً لقربه الجغرافي والجيوسياسي من إيران. تعتبر إيران الدولة المتبني الأولى للقضية الفلسطينية ومساعي "محو إسرائيل من على وجه الأرض".
التأثير على العراق
على الرغم من أن حرب غزة ولبنان غيرت خارطة الصراعات الاستخباراتية في المنطقة، وهذا ما قد يساعد العراق على الانسلاخ من سطوة الأجهزة المخابراتية القادمة من الخارج، لاسيما بعد العام 2003، إلا أن الخبير الأمني والعسكري عقيل الطائي يرى أن "الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لم تتركا العراق من الناحية المخابراتية أو حتى التأثير السياسي".
تحليل الخبير الأمني
قال الطائي إن "الحرب الأخيرة في غزة ولبنان نعم غيرت من خارطة الصراعات الاستخباراتية في المنطقة، لكن يبقى النشاط الأمريكي المخابراتي وحتى الإيراني قائماً في العراق، من أجل مراقبة الأحداث التي يمكن أن تطرأ على الساحة، باعتبار العراق أيضاً مشاركاً كفصائل مقاومة منفردة، بشن هجمات على إسرائيل".
العلاقة بين العراق وإيران
ورغم خوض العراق وإيران حرباً طويلة ضد بعضهما البعض، إلا أنهما الآن يعدان "شريكين إقليميين"، حيث يمتلكان حدوداً برية طولها أكثر من ألف و600 كم، ناهيك عن علاقات اجتماعية وأخرى اقتصادية قوية، إلى جانب الارتباط العقائدي في كلا الدولتين.
استراتيجية الولايات المتحدة
وفي العراق، الوضع مختلف، حيث تعد الولايات المتحدة الأرض العراقية، وفق ما يرى مراقبون، مركزاً استراتيجياً لها للبقاء قريبة من منطقة الشرق الأوسط، الذي يشكل محور اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية. منذ أن ظهرت الولايات المتحدة على المسرح الدولي، في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية كأقوى دولة في العالم، كانت الاستراتيجية العظمى لها هي تحقيق واستمرار هيمنتها العالمية، والإبقاء على ميزان القوى بينها وبين أي منافس عالمي أو إقليمي لصالحها بشكل كبير.
الحرب في غزة ولبنان
وبعد أكثر من عام على بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، فتحت تل أبيب جبهة حرب أخرى على لبنان راح ضحيتها أكثر ألفي مدني وتهجير مئات العوائل اللبنانية في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.