قصة عمر محمد: تحويل الألم إلى إبداع
紹介 عمر محمد
ولد عمر محمد في محافظة الأنبار، وهو طالب في مدرسة الموهوبين، ويتعامل مع مرض نادر يسمى "الهيموفيليا"، وهو مرض يحدث بسبب نقص في مادة التخثر داخل الجسم، مما يؤدي إلى نزف مستمر وخطير عند أبسط إصابة.
قصة ألم تحولت إلى دافع
ولد عمر وهو يحمل بين خلاياه مرض نزف الدم الوراثي "الهيموفيليا"، وهو مرض نادر يحدث بسبب نقص في مادة التخثر داخل الجسم، ما يؤدي إلى نزف مستمر وخطير عند أبسط إصابة. يقول والده، وهو منتسب في وزارة الداخلية، إن الصدمة كانت أكبر من أن تُحتمل، "كان طفلاً بعمر أيام، ولا يتوقف عن النزيف، لم يفهم الأطباء حالته بسهولة، ونقلناه من مستشفى إلى آخر بلا جدوى."
رحلة العلاج والتحديات
في عمر عشرين يوماً فقط، خضع عمرلعملية جراحية في الرأس، ولم تكن أدوية التجلط متوفرة حينها داخل البلاد. ويضيف والده "اضطررنا لشراء العلاج من الخارج، ست حقن فقط كلفتنا 22 مليون دينار، واستدنا المبلغ لأنه كان مسألة حياة أو موت." ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلة عمر اليومية مع العلاج والخوف والبحث المستمر عن الحقن في مستشفيات المحافظات.
BETWEEN كل إبرة وجرعة حياة: الطفولة التي بدأت بالدم
امتدت الشهور الأولى من حياة عمر محمد لتكون سلسلة طويلة من الزيارات الطبية المتكررة، بحثًا عن تفسير لحالته الغامضة آنذاك. ومع مرور عام ونصف، تبيّن أن هذا الطفل الذي لا يكف عن النزيف مصاب بمرض نادر اسمه "الهيموفيليا"، حيث يفتقر جسمه للمادة المسؤولة عن تخثر الدم، ما يجعل أبسط إصابة قد تهدد حياته.
تحويل الألم إلى إبداع
كبر عمر، ومعه كبرت المعرفة بالمرض والتأقلم معه، إلى أن ظهرت لمحات مبكرة من ذكاء لافت في سلوكه وتفاعله مع من حوله. وبدا أن خلف ذلك الجسد المنهك عقل متقد لا يهدأ. وفي لحظة مصادفة، وُجدت روضة وافقت على استقباله بشروط قاسية، منها إخلاء المسؤولية القانونية في حال حدوث أي طارئ صحي له داخلها، ورغم ذلك، أكمل عمر عامه الأول في الروضة بروح متمردة على الألم، وبحب فطري للتعلّم.
إنجازات عمر
توالى نجاح عمر في المسابقات العلمية والتكنولوجية، حيث مثل العراق في البطولة العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي في قطر، وحصل على لقب أفضل مكتشف في الوطن العربي. وفي خطوة إنسانية أخرى، صمّم عمر جهاز تنبيه للأمهات الصم، يحوّل صوت بكاء الطفل إلى اهتزازات وإشارات ضوئية على سوار تلبسه الأم، ما يتيح لها الاستجابة لطفلها رغم إعاقتها السمعية. نال بهذا الابتكار جوائز عدة، منها:
- أفضل فكرة خارج الصندوق من شركة أمازون في المسابقة العالمية "كوديفور" بالإمارات
- المركز الثالث في البطولة العربية للروبوت في الأردن
- مشاركة مشرفة في تحدي المخترعين العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية
- بالإضافة إلى مشاركات متميزة في ملتقيات محلية كـ"ملتقى المبدعين للذكاء الاصطناعي والروبوت" في محافظة نينوى
رؤية عمر للمستقبل
يقول عمر في حديث خاص: "مرضي لم يكن عائقا.. كان محفزا. كل وجع مرّيت بيه، وكل نزف عشته، جعلني أحس بمعاناة الناس وأفكر بكيفية مساعدتهم، أكثر شيء جعلني أستمر هو دعم أمي وأبي، وتشجيع ناس مؤمنين بموهبتي، أنا أريد الوصول، ليس من أجل ان أنجح، ليصدق غيري إن المرض ليس النهاية، أبدًا." ويطمح إلى أن ي_SPECIALIZE في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن يقدم شيئًا مهمًا لبلده.
التحديات المستمرة
لكن العلاج يظل التحدي الأكبر أمام عمر، حيث يقول "علاجي يُجهّز لي في المستشفى مجانًا، لكنه ينقطع باستمرار، وهذا أكبر عائق أمامي في المدرسة والمسابقات. الفيالة الواحدة ثمنها ثلاثة ملايين دينار عراقي، وأحتاج إلى اثنتين أو ثلاث أسبوعيًا. النزيف لا ينتظر." ويشكر كل من دعمه في رحلته، من أهله إلى أساتذته ومسؤولين، الذين ساهموا في تجاوزه لتحديات مرضه وتحقيق إنجازاته.