عام 2024 في إقليم كردستان: عام الفشل من جميع النواحي
مر عام 2024 سريعا على مواطني إقليم كردستان، وكان مليئاً وحافلا بالأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية. على الصعيد الاقتصادي، ألقت أزمة الرواتب بظلالها على الوضع العام، وأثرت على جميع مفاصل الحياة برمتها، فالأسواق شبه مشلولة، والبطالة مرتفعة، والفقر في تزايد.
الوضع الاقتصادي
وعلى الصعيد الاقتصادي، يعتبر الخبير في الشأن الاقتصادي عثمان كريم أن عام 2024 كان عاماً للفشل من جميع النواحي. يذكر كريم أن "من غير الممكن أن تستمر أزمة رواتب الموظفين، وفي كل عام لا يتسلم الموظف سوى 10 رواتب من مجموع 12 شهرا، وهي عدد شهور السنة". وأضاف أن "الأزمة المالية خلفت سلسلة أزمات على المستويات المختلفة، اقتصادياً، فقد ارتفع معدل البطالة والفقر، وتم غلق العديد من المعامل والمصانع، والمحلات، والأسواق تبدو شبه مشلولة، ولا توجد حركة تجارية".
الوضع الاجتماعي
من أضرار الرواتب هي اجتماعية، فقد زادت معدلات الطلاق، والمشاكل الأسرية، كما أن معدلات هجرة الشباب الكرد إلى خارج إقليم كردستان قد ارتفعت هي الأخرى، رغم مخاطر الهجرة، وغرق العشرات منهم في أوروبا. كما أن أزمة الرواتب كانت لها تأثيرات على قطاع الصحة، والثقافة، والسياحة، وحتى الوضع الأمني، فلا شك أن معدلات الجريمة ترتفع، كلما قلت فرص العمل وزادت معدلات الفقر.
الوضع السياسي
على الصعيد السياسي، فالعلاقة مع بغداد شهدت "شد وجذب"، مرة، العلاقة منسجمة، ومرة متوترة، ويبدو أنها متأثرة بالجو العام للمنطقة. يعتبر الحدث الأبرز سياسياً هو إجراء انتخابات برلمان كردستان في العشرين من شهر تشرين الأول من العام الماضي، بعد تأجيلات عديدة، لكن المشكلة الأبرز تكمن في اتفاق القوى السياسية الفائزة على تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم.
التحديات التي تواجه إقليم كردستان في عام 2025
يعتقد الكاتب والباحث السياسي لقمان حسين أن هنالك تحديات كبيرة ينتظرها الكرد في عام 2025، خاصة وأن نهاية 2024 كان ساخنة ومليئة بالأحداث التي يرتبط بها الكرد. يؤكد حسين أن "التطورات الحاصلة إقليمياً، يجب أن توحد الموقف الكردي، ويجب أن يبقى إقليم كردستان بعيداً عن طرفي النزاع، ويحاول إلتزام الموقف المحايد، لأنه لا يمتلك القوة والإمكانيات، ولا نريد أن نكون بسلسلة المحاور".
التطلعات للمستقبل
يأمل المواطن الكردي أن يكون عام 2025 هو العام الأخير في تأخر صرف الرواتب وإنهاء الأزمات المتوالية، فالضرائب مرتفعة، وأسعار الوقود عالية جداً، والخدمات سيئة، فالكهرباء والماء صارت معضلة ومشكلة كبيرة تواجه المواطن. يأمل المواطن أن تتشكل حكومة جديدة في إقليم كردستان تمتلك القدرة لحل المشاكل التي يعاني منها، وعلى رأسها أزمة الرواتب.