تحديات سوريا في مرحلة ما بعد الحرب
الوضع الراهن
كشف الدبلوماسي العراقي السابق غازي فيصل، عن أبرز التحديات التي تواجه سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، فيما أكد ضرورة تفكيك الموروث الاستبدادي والشمولي لإعادة بناء الدولة والنظام. وقال فيصل في حديث، إن "سوريا تحتاج إلى الانتقال عبر الحوار والعدالة الانتقالية على غرار تجارب دول مثل رواندا وجنوب إفريقيا".
الخسائر والتحديات
وأوضح أن "سوريا تواجه وضعا صعبا بعد 60 عاما من الحكم الاستبدادي، وحرب دامية استمرت 14 عاماً، أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتهجير نحو 9 ملايين آخرين، إضافة إلى تدمير الاقتصاد والبنية التحتية بتكلفة تقدر بـ636 مليار دولار"، مشيرا إلى أن "إعادة إعمار المدن المدمرة قد تحتاج إلى نحو 130 مليار دولار".
التحديات الاقتصادية والسياسية
وأضاف أن "الوضع في سوريا يذكر بما حدث بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية، والتي استغرقت أكثر من 10 سنوات للانتقال إلى اقتصاد السوق المفتوح والديمقراطية السياسية". وفيما يخص العملية السياسية، شدد فيصل على "ضرورة نبذ منطق الانتقام والقتل العشوائي الذي حدث في العراق بعد تفكيك الدولة"، مستشهدًا بنموذج نيلسون مانديلا في التسامح مع الأعداء لبناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق الإنسان والكرامة.
مستقبل سوريا
بعد سنوات من الحرب الدموية والصراعات الداخلية التي عصفت بسوريا، باتت البلاد أمام تحديات كبيرة لإعادة بناء مؤسساتها ونظامها السياسي. الحرب، التي استمرت أكثر من 14 عامًا، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين، وتشريد الملايين، وتدمير واسع للبنية التحتية والاقتصاد، إضافة إلى ذلك، تحولت البلاد إلى مشهد من الفوضى، حيث تسيطر مختلف المجاميع المسلحة على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية.
الحلول الممكنة
من هنا، دعا الدبلوماسي العراقي السابق غازي فيصل إلى أهمية تفكيك الموروث الاستبدادي والشمولية التي سادت سوريا لعقود، مشيرًا إلى أن "البلاد تحتاج إلى عملية انتقالية حقيقية تتسم بالحوار، العدالة الانتقالية، والتسامح".