اتهامات ضد إسرائيل باستخدام الصعق بالكهرباء وتعذيب الأطباء
أطباء فلسطينيون يعملون في غزة يتهمون القوات الإسرائيلية باستخدام الصعق بالكهرباء واتخاذ الأطباء دروعاً بشرية وتعذيبهم على نحو متواصل، بعد اعتقالهم من دون تهم.
اعتقال الأطباء
قال الدكتور خالد السر، جراح في مستشفى الناصر داخل خان يونس، إن الجيش الإسرائيلي داهم المنشأة مرتين واعتقل العشرات من أفراد الطاقم الطبي فيما كانوا يعالجون فلسطينيين جرحى. يزعم أنه عند اعتقاله خلال مارس 2024، جرد من ملابسه تماماً مع أربعة أشخاص آخرين واستخدموا قسراً كدروع بشرية، قبل أن يقتادوا إلى معتقل سدي تيمان العسكري جنوبي إسرائيل.
تعذيب الأطباء
ويقول إنه أجبر أثناء وجوده داخل المعتقل على الإدلاء باعترافات فيما ظل مكبل اليدين لمدة ثلاثة أشهر حتى أثناء النوم، وتعرض لضرب مبرح كسر أضلاعه، وجرى التحقيق معه في شأن المستشفى. قدم هذه الشهادة خلال وقت قالت فيه الأمم المتحدة إن إسرائيل قتلت أكثر من 15 فرداً من الطواقم الطبية والإغاثية فيما كانوا يحاولون إجلاء المصابين في مدينة رفح جنوب القطاع.
أعداد المعتقلين
ويعتقد أن أكثر من 250 فلسطينياً من القطاع الطبي، من بينهم أطباء وممرضون ومسعفون، اعتقلوا داخل إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وفقاً لمجموعة حقوق الإنسان "أطباء لحقوق الإنسان إسرائيل" التي تزعم أن 180 من بين هؤلاء لا يزالون وراء القضبان "من دون أية مراعاة للأصول القانونية أو توضيح".
انتهاكات إسرائيل
خلال أكتوبر الماضي، خلصت لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل نفذت "سياسة منسقة" لتدمير نظام الرعاية الطبية داخل غزة، عبر شن "هجمات متعمدة ومتواصلة" استهدفت الطواقم والمرافق الطبية، ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وجريمة الإبادة التي تعد جريمة ضد الإنسانية.
رد إسرائيل
من جانبها، نفى الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً جميع الاتهامات الموجهة إليه بممارسة التنكيل واستهداف الأطباء، متهماً بدوره مسلحي "حماس" باستخدام المستشفيات في غزة كقواعد عسكرية لها مع أنه لم يقدم أدلة كافية على هذه التهمة الخطرة.
تحدث أفراد الطواقم الطبية
لكن أفراد الطواقم الطبية الفلسطينية يتحدثون من جهتهم عن مداهمات عنيفة وتفجير للمستشفيات واعتقالات بالجملة، واختفاء قسري للعاملين في المستشفى وتعذيب وقتل في مراكز الاعتقال.
تحقيق خاص
وتظهر تفاصيل هذه الانتهاكات المزعومة إلى الضوء فيما نشرت "اندبندنت" تحقيقها الخاص الذي كشفت من خلاله أدلة على تعرض السجناء الفلسطينيين، بما فيهم بعض أبرز أطباء غزة، إلى تنكيل وتعذيب وقتل داخل السجون الإسرائيلية.
شهادة الدكتور خالد السر
وروى الدكتور خالد السر تفاصيل المعاملة المزعومة التي تلقاها في إحدى الليالي فقال، "كنت مقيداً من كل طرف، من كاحلي حتى معصمي. وقبعت مسمراً عاجزاً عن الحركة وعن التنفس كما يجب". "جلس جنود فوقي ووضعوا أحذيتهم علي. ظل أحدهم يركلني ويلكمني بكعب مسدسه أو رجله… كانوا يسددون لي ضربة كل دقيقتين إما من قبضة أو ركلة أو يضربون ظهري بأعقاب مسدساتهم. أصف ذلك [ما اختبرته] بأنه طريق الجحيم".
أدلة على التعذيب
وأضاف أن السجناء الجرحى كانوا يقصدونه لمساعدتهم، ومنهم أربعة رجال أخبروه بتعرضهم للاغتصاب على يد حراس السجن الإسرائيليين، الذين استخدموا أدوات حادة تسببت بنزف شرجي.
حالة شاب فلسطيني
وقد تأثر أحد الرجال، وهو شاب عمره 24 سنة، بالتعذيب الذي تعرض له – وأخبر الدكتور السر أن الضرب شمل الاغتصاب وإبلاغه أن إسرائيل قصفت عائلته في غزة لأنه لم يعترف- حد الانهيار وأصبح يتبول ويتغوط في ملابسه لا إرادياً عند وصول الحراس. وبلغ الأمر درجة كبيرة من السوء حملت الدكتور السر إلى الإصرار على أن يعطيه الحراس حفاضات ليرتديها.
شهادة الدكتور إياد البرش
من جهته، قال الدكتور إياد البرش طبيب الصحة العامة الذي كان يعمل في مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات غزة، إنه تعرض هو الآخر للاعتقال أثناء ممارسة عمله خلال مارس الماضي. وتكلم عن قضاء أربعة أشهر في [معتقل] سدي تيمان احتجز بعدها لمدة سبعة أشهر في سجن عوفر داخل الضفة الغربية المحتلة.
تعذيب الدكتور إياد البرش
وأضاف "كانت حياة قاسية وصعبة وتجربة تخللها التعذيب بجميع ألوانه، من التعذيب الجسدي بسبب الضرب والركل والصدمات الكهربائية إلى التعذيب الجسدي والإهمال الطبي", مضيفاً أنه فقد عدة أفراد من عائلته جراء القصف الإسرائيلي.
حقيقة الاعتقالات
"حرمنا من حقوقنا الإنسانية ومُنعنا من الاتصال بعائلاتنا أو أية سلطة قانونية". حقق الجيش الإسرائيلي مرة واحدة في الأقل في مزاعم قيام الحراس في سدي تيمان بتعذيب سجين، وجاء في لائحة الاتهامات التي اطلعت عليها "اندبندنت" أن خمسة حراس متهمون بالاعتداء المشدد الذي شمل "طعن" سجين بأداة حادة سبب له تمزقاً داخلياً في منطقة الشرج.
رد الجيش الإسرائيلي
لكنه أعلن أن هذه الحال تشكل حادثة "استثنائية"، ونفى إساءة معاملته للأطباء. وقال الجيش في بيان أرسله لـ"اندبندنت"، "في ما يتعلق باحتجاز الطواقم الطبية، فإن بعض المشتبه فيهم اعتقلوا خلال عمليات داخل منشآت طبية استخدمتها ’حماس‘ وغيرها من المنظمات الإرهابية لغايات عسكرية".
أثر الاعتقالات
"وكان بين المعتقلين أيضاً أفراد من الطاقم الطبي أو أشخاص انتحلوا شخصية فرد من هذا الطاقم، وتبين أنهم متورطون بنشاطات إرهابية، فيما ظهر أن بعضاً منهم أفراد من الجناح العسكري لـ’حماس‘ ويعملون في الوقت نفسه داخل المؤسسة الطبية. إن جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل وفقاً للقانون الدولي ولا يعتقل أفراداً من الطاقم الطبي بسبب عملهم".
شهادة زوجة الدكتور عدنان البرش
من جانب آخر، تحدثت ياسمين البرش زوجة الجراح الفلسطيني ذائع الصيت الدكتور عدنان البرش إلى "اندبندنت"، واصفة طريقة جمعها لتفاصيل ما حدث معه إثر وفاته داخل سجن عوفر خلال أبريل 2024، بعد مرور أربعة أشهر على اعتقاله.
وفاة الدكتور عدنان البرش
وأعلنت أن رفاقه السابقين في الزنزانة أخبروها أنه خسر نصف وزنه تقريباً، وتعرض إلى أشد أنواع العنف والتعذيب.
حقيقة تدمير الرعاية الصحية
وقال الدكتور غاي شاليف الطبيب الإسرائيلي ومدير جمعية "أطب